للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادسًا: السعي في قضاء حوائج المسلمين وانظر كيف جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل من اعتكاف شهر بالمسجد النبوي الشريف.

آه .. لماذا لا تساعد أخاك؟!! تأخذ بيده وتعينه على قضاء حاجته، وما زال الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ولكن ترى في عصرنا هذا نوعا من الشحناء والبغضاء والغل، فهذا يعرض عن أخيه، وذاك لا يبالي، وهذا يعتبر أن سعيه لقضاء حاجة أخيه مضيعة للوقت، أو يقول لك: إنَّه لا يستحق، وهذا من الجفاء وفساد ذات البين، وقد مر بك أنَّها الحالقة، فصارت ظاهرة عامة أن يسعى لمصلحته فقط، " أنا ومن بعدى الطوفان "، إنها نزعة أنانية، اللهم طهر قلوبنا منها يا رب.

سابعًا: كفُّ الغضب فيستر الله عورته، لأنَّ الغضب يكشف العورات، فإذا كففت غضبك جزاك الله من جنس عملك فيسترك. اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا وبلغنا مما يرضيك آمالنا

ثامنا: كظم الغيظ، فإن الله عفو يحب العفو، فلا يخيب الله رجاءه يوم القيامة .....

عن أبى مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شئ إلا أنه كان يخالط الناس، وكان موسراً، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه. (١) وفي الحديث أيضا: " منْ أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله " (٢)

تاسعًا: السعي في حاجة إخوانك، للمرة الثانية يؤكد عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكان صاحب الحاجة يكون متزعزعا لا تثبت له قدم فمن هيأ له الثبات كأن يسعى في أن يعمل في عمل جيد، أو يعينه على التزوج، أو نحو ذلك فهذا يثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام.


(١) أخرجه مسلم (١٥٦١) ك المساقاة، باب فضل إنظار المعسر.
(٢) أخرجه مسلم (٣٠١٤) ك الزهد والرقائق، باب حديث جابر الطويل.

<<  <   >  >>