للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثوبي مهنته " (١)

ولما أراد كعب بن مالك أنْ يتصدق بماله كله لتكون من تمام توبته قال له - صلى الله عليه وسلم -: " أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك " (٢) ولما أعتقت أمنا ميمونة بن الحارث - رضي الله عنه - جارية لها قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ـ " أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ". (٣)

إخوتاه ..

إنَّ هذه العبارات الجميلة تأثيرها ساحر، فهي تحمل في طيها مشاعر التقدير والاحترام مختلطة بالحب والشفقة، ومن ثمَّ يشعر من تحدثه بإنصافك له، وحينها تزول الغشاوة ويعترف بالخطأ.

واعلم أنَّ كل كلمة قاسية في العتاب لها مرادف من الكلمات الطيبة، قال الصينيون في مثل سائر عندهم: نقطة العسل تصيد من الذباب ما لا يصيد برميل من العلقم.

هذا وقع الكلمة الطيبة تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها، بخلاف الكلام المر الذي لا يستسيغه أحد.


(١) أخرجه أبو داود (١٠٨٧) ك الصلاة، باب البس للجمعة. وابن ماجة (١٠٩٥) ك إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة. وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامعة (٥٦٣٥) وصحيح أبى داود (٩٨٩)
(٢) جزء من حديث كعب بن مالك الطويل. وهو متفق عليه أخرجه البخاري (٤٤١٨) ك المغازي، باب حديث كعب بن مالك ومسلم (٢٧٦٩) ك التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه.
(٣) متفق عليه، أخرجه البخاري (٢٥٩٢) ك الهبة والتحريض عليها، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها، ومسلم (٩٩٩) ك الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الاقربين والزوج والأولاد والوالدين ولو كانوا مشركين.

<<  <   >  >>