للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المآل والنهاية، وأن نعي ذلك جيدًا، فإذا أنت أعنت أخاك اليوم ستجد من يعينك غدًا، ولكن شريطة الإخلاص، فلا تفعله إلا ابتغاء مرضات الله جل وعلا.

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" (١).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... " (٢).

قال الإمام النووي: وهو حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب. قال: ومعنى (نفس الكربة): أزالها. وفيه: فضل قضاء حوائج المسلمين، ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة وغير ذلك، وفضل الستر على المسلمين.

فيا من لا يأمن ذلك اليوم العصيب وكرباته تقرب إلى الله بتنفيس كرب إخوانك، اقض حوائجهم، يسر على معسرهم إن كان لديك سعة، ولا تضن ولا تبخل، فمن يتعامل مع الله لا يخشى الفقر والإقتار.


(١) متفق عليه أخرجه البخاري (٢٤٤٢) ك المظالم والغصب، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، ومسلم (٢٥٨٠) ك البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم.
(٢) أخرجه مسلم (٢٦٩٩) ك الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن.

<<  <   >  >>