للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الحسن البصري: إلى من يشكو المسلم إذا لم يشك لأخيه المسلم، ومن الذي يلزمه من أمره مثل الذي يلزمه، إن المسلم مرآة أخيه المسلم يبصره عيبه، ويغفر له ذنبه.

قد كان من كان قبلكم من السلف الصالح يلقى الرجلُ الرجلَ فيقول: يا أخي ما كل ذنوبي أبصر، ولا كل عيوبي أعرف، فإذا رأيت خيراً فمرني، وإن رأيت شراً فانهني.

على هذا كانت لقاءاتهم، أما الآن فترى من يبصر القذاة في عين أخيه، ولا يبصر الجذع في عين نفسه، ولا ينصح بل يشمت ويفرح؛ ولذلك لا بد أن نتواصى ونتناصح؛ لأنَّ هذا دليل الحب في الله.

يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: " إذا رأيتم أخاكم قارف ذنباً فلا تكونوا أعواناً للشيطان عليه، أن تقولوا: اللهم خذه اللهم العنه، ولكن اسألوا الله له العافية.

هذا هو هدى ابن مسعود الذي أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتباعه. وقال - صلى الله عليه وسلم - " وما حدثكم ابن مسعود فصدقوه " (١)

فاللهم عافنا والمسلمين والمسلمات من الذنوب والخطايا.

كان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: كنا لا نقول في أحد شيئاً حتى نرى على ما يموت فإن ختم له بخير علمنا أو رجونا أن يكون قد أصاب خيراً، وإن خُتم له بشر خفنا عليه عمله.

أنت لا تدرى من يختم له بخير، ربما تبذل النصيحة لإنسان ما فتكون سبباً لهدايته فيكون هو وحسناته في صحيفة حسناتك.

قالوا مقالة عجيبة قالوا: إن عثمان بن عفان أحد حسنات أبى بكر الصديق - رضي الله عنه -


(١) أخرجه الترمذي (٣٧٩٩) ك المناقب عن رسول الله، باب مناقب عمار بن ياسر، وقال: حديث حسن، والإمام أحمد في مسنده (٥/ ٣٨٥، ٤٠٢) وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة (١٢٣٣)، وصحيح الجامع (٢٥١١).

<<  <   >  >>