للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للقلب - والله -

أسأل الله أن يرزقنا نعيم الجنة في الدنيا والآخرة، فنعيش لذة الإيمان حين نحب المرء لا نحبه إلا لله.

إخوتاه

أخوك لك بمنزلة السمع والبصر، فالأخوة الإيمانية لا يقوم مقامها شيء، قال - صلى الله عليه وسلم -: " لو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته " (١)، فأخوة الإسلام ومودته أبقى وأنقى وأعمق وأدوم فلا تفرط فيها سريعاً.

إخوتاه

إياكم والخلاف، فإنه داء يورث من الضغائن والأحقاد ما يُفسد القلوب، نعم حين نقول: " إعدام الخلاف " لا نقصد أنَّه لن يكون، فالخلاف سيظل ما دامت السماوات والأرض، فإنهاؤه محال، قال تعالى " وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " [هود ١١٨ - ١١٩] فالاختلاف قائم، ولكن المقصود معرفة أسباب الاختلاف فنتحاشاها، فإن لم يكن بدٌ فوقع الخلاف فعلينا أن نتعامل بآداب الخلاف، حينها لا تنتج هذه الآثار الوخيمة التي شاعت في حياة المسلمين الآن.

يقول بعض السلف: " ما رأيت أعقل من الشافعي اختلفنا أنا وهو في مسألة، فلقيني بعد مدة فأخذ بيدي، فقال لي: إذا كنا قد اختلفنا في مسألة ألا يسعنا أن نبقى أخوين متحابين " والكلام ليس على عمومه، فإنَّ الخلاف العقدي يُفرق، ولا بد هنا من المفارقة لأنَّ الله لا يرضى أن يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء، فالكلام هنا على أصحاب المعتقد الواحد، وقد مَرَّ الحديث عن أسباب الاختلاف وبقى أن نتكلم عن آداب الاختلاف.


(١) جزء من حديث متفق عليه، أخرجه البخاري (٢٢٦) ك الصلاة، باب الخوخة والممر في المسجد - واللفظ له - ومسلم (٢٣٨٢) ك فضائل الصحابة، باب من فضائل أبى بكر الصديق.

<<  <   >  >>