للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام النووي في " مقدمة المجموع ": وقد كان عبد الرحمن بن القاسم المصري الفقيه المالكي المتوفى بمصر سنة ١٩١ هـ يقول: " خدمت الإمام مالك عشرين سنة، كان منها ثمان عشرة سنة في تعليم الأدب، وأخذت منه العلم في سنتين "

وقد كان الإمام مالك يقول: " ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم ما نفع، وعمل به صاحبه ".

وكان الإمام الشافعي يقول: " قال لي الإمام مالك يا محمد اجعل عملك دقيقاً، وعلمك ملحاً ".

فانظر ـ رحمك الله ـ ماذا يصلح الدقيق من الملح، إنها قطرات من الملح على أكوام من الدقيق فاعمل.

وكان عبد الله بن المبارك يقول: " من حمل القرآن، ثم مال بقلبه إلى الدنيا، فقد اتخذ آيات الله هزوًا، وإذا عصى حامل القرآن ربَّه ناداه القرآن في جوفه: ـ والله ـ ما لهذا حُمِلت، أين مواعظي وزواجري؟ وكل حرف منى يناديك ويقول: لا تعص ربك.

وكان الإمام أحمد بن حنبل إذا رأى طالب العلم لا يقوم من الليل يكف عن تعليمه، وقد بات عنده أبو عصمة ليلة من الليالي، فوضع له الإمام ماء للوضوء، ثم جاءه قبل أن يؤذن للصبح فوجده نائماً، والماء بحاله فأيقظه.

وقال: لم جئت يا أبا عصمة؟ فقال: جئت أطلب الحديث.

<<  <   >  >>