للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يجمع الوصفين رجال ـ رضي الله عن الجميع. ـ فهؤلاء حملوا الدين، حملوا العلم من الصحابة فمن بعدهم، حملوه كاملاً مكملاً، وبلغوه كما حملوه، لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة فعلها أو قالها أو أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ونقلوها كما قال، وفهم بعضهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله فاستنبطوا الأحكام من النصوص، فهموا معاني الكتاب والسنة تارة من نفس القول، وتارة من معناه، وتارة من علة الحكم، حتى نزلوا الوقائع التي لم تذكر على ما ذكر، وسهلوا لمن جاء بعدهم طريق ذلك.

وهكذا جرى الأمر في كل علم توقف عليه فهم الشريعة بعدهم، واحتيج في إيضاحها إليه، ومن تمام العصمة أن جعل الله العلماء أعداداً غفيرة، فإذا أخطأ الواحد في شيء رده الآخر، وأصاب الثالث.، ثم قيض الله من بعدهم تلاميذهم، فتعقبوا أقوالهم، وبينوا ما كان من خطأ، وأثبتوا ما كان من صواب، كل ذلك من حفظ الله لذلك الدين، حتى يكون أهله كما وصفهم الله: " يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" [التوبة/٧١]

ومن تمام العصمة أن تجد مع هذه الكثرة، منهم الحافظ الضابط العدل، ومنهم الحكيم الفقيه المتقن، ومنهم أهل اللغة، ومنهم أهل القراءات، ومنهم أهل الأصول، ومنهم العلماء بالرجال الخبراء بمراتبهم، والكل يكمل بعضهم بعضاً، ويحيلون أصحاب كل سؤال عن علم إلى عالمه، واقرأ معي هذا الأثر البديع وتأمل ـ لا حرمك الله فقهه ـ آمين.

<<  <   >  >>