للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن باقي المذهب الفقهية إما قد اندرس أكثرها، مثل: الأوزاعية، السفيانية، وإما هو غير معتبر كالظاهرية، فلذلك أحسن وسيلة للتفقه في الشريعة أن تتمذهب بواحد من المذاهب الأربعة، تختار أحدهم فكلها طرق للتفقه في الشريعة.

وهذه المذاهب الأربعة نقلتها الأمة بعناية فائقة، وتضافرت على ذلك، حتى وصلتنا مخدومة متبوعة، لها أتباع كثيرون، وتسابق العلماء على خدمتها بالشرح والتأليف، والتأصيل والتفريغ، والاستدلال والاستنباط، وتخريج الأدلة والنصوص، والترجمة لفقهاء المذاهب، وبيان أحوالهم، فشكلت هذه المذاهب مدارس فقهية زاخرة، غنية بالثروة الفقهية اليافعة المرموقة.، ولذلك ـ يا متفقه ـ إذا اخترت مذهباً منها فاتخذته وسيلة للتفقه في أحكام الشريعة، فإنك ترتع في دوحات تلك المدرسة، وتروى غليلك وظمأك من أنهارها وثمارها، فكل مذهب منها مدرسة فقهية قائمة، تضافر العلماء على خدمتها، فتجد في ظلال هذه المدارس الأربعة الفقهية من وسائل الفقه ما لا تجده في غيرها من المذاهب. لماذا أقول هذا؟

رداً على بعض العلماء المتأخرين، وهو ـ الشوكاني رحمه الله ـ فإنه دعا المتفقهين إلى التفقه بعيداً عن هذه المذاهب الأربعة، ولما درست كلام الشوكاني من خلال ما كتب في كتابيه " أدب الطلب " ... و" القول المفيد في الاجتهاد والتقليد "، وجدت أنَّ دعوته هذه كانت رد فعل وقتي

<<  <   >  >>