للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحدةِ ذكاءِ بعضِهم: كثيرٌ من الإخوةِ مِمّن آلم القلبَ أن تزلَّ أقدامُهم، وكانوا من كانوا.

ناهيك عن أصحابِ الألقابِ العلميةِ المرموقةِ الذين ما إن تَحلَّوا بها ظَنُّوا أنَّهم في رِكابِ العلماءِ، ولا يُعرف العلماءُ بالمناصبِ ولا الدرجاتِ العلميةِ، وكلٌّ يعرفُ ماذا يحدثُ في التعليمِ الجامعيِّ، وكيف تُسَطَّرُ الأبحاثُ العلميةُ في كثيرٍ من الجامعاتِ، وإنها لثالثةُ الأَثَافي.

وقومٌ افتتنوا بكُتَّابٍ مهرةٍ، فعَدُّوهم من أهل العِلْمِ، وآخرون تمَلَّكَهم داءُ "الغلو في الأفاضل" فنعتوا "الداعيةَ الربانيَّ" أو "العابدَ الناسِكَ"

بأنَّه من "العلماءِ الأكابرِ"، والأمرُ يقتضي الإنصافَ لا الإجحافَ، وإن كُنَّا في زمانٍ قلَّ فيه من يَعْرِفُ ولم يَعُدْ فيه مَنْ يُنصِفُ.

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "سيأتي على النَّاس زمانٌ يكثرُ فيه القراءُ، ويَقِلُّ فيه الفقهاءُ، ويُقبضُ العلمُ، ويكثرُ الهرجُ" (١).

يقول الشيخ حمود التويجري -رحمه الله-: "وقد ظهر مصداقُ هذا الحديثِ في زمانِنا، فقلَّ الفقهاءُ العارفون بما جاء عن اللهِ ورسولِه - صلى الله عليه وسلم - وكَثُرَ القراءُ في الكبارِ والصغارِ والرجالِ والنساءِ، بسببِ كثرةِ المدارسِ وانتشارِها".


(١) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٥٧) وصححه، وأقره عليه الذهبي، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٣٢٩٥).

<<  <   >  >>