للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعلم عبادة من العبادات، وقربة من القرب، فإنْ خلصت فيه النية قُبِل وزكَّا، ونمت بركته، وإن قصد به غير وجه الله تعالى حبط وضاع، وخسرت صفقته، وربما تفوته تلك المقاصد، ولا ينالها فيخيب قصده، ويضيع سعيه " أهـ (١)

فيا أيها المتفقه:

أخلص نيتك، وطهر قلبك من الرياء، واقصد وجه الله بتوجهك تكسب خيري الدنيا والآخرة، وإلا فالخسار والدمار وخراب الديار.

عن أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته " (٢)

انتبه ـ أيها المتفقه ـ فإنَّك تطلب الخير من الله، وما عند الله لا ولن ينال إلا بطاعته.

قال صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات ـ وفي رواية مسلم " بالنية " ـ وإنما لكل امرئ ما نوى" (٣)


(١) تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم ص (٦٩،٧٠).
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٠٨٥).
(٣) متفق عليه. أخرجه البخاري (١) ك بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسلم (١٩٠٧) كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنية "، وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال.

<<  <   >  >>