للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجده طالب العلم من النعيم؟ فالعلم يرفعك أقرب ما تكون إلى رب السماء، والدنيا تشدك إلى درك البلاء، فاغتنم وقتك في الطلب قبل حسرة الفوت.

ورحم الله ابن الجوزي حين يقول: " ومن أنفق عصر الشباب في العلم، فإنَّه في زمن الشيخوخة يحمد جني ما غرس، ويلتذ بتصنيف ما جمع، ولا يرى ما يفقد من لذات البدن شيئًا بالإضافة إلى ما يناله من لذات العلم، هذا مع وجود لذاته في الطلب الذي كان تأمَّل به إدراك المطلوب، وربما كانت تلك الأعمال أطيب مما نيل منها "

ثمَّ قال: " ولقد تأملت نفسي بالإضافة إلى عشيرتي الذين أنفقوا أعمارهم في اكتساب الدنيا، وأنفقت زمن الصبوة والشباب في طلب العلم، فرأيتني لم يفتني مما نالوه إلا ما لو حصل لي ندمت عليه، ثمَّ تأملت حالي فإذا عيشي في الدنيا أجود من عيشهم، وجاهي بين الناس أعلى من جاههم، وما نلته من معرفة العلم لا يقوَّم.

فقال لي إبليس: ونسيت تعبك وسهرك؟!

فقلت له: أيها الجاهل، تقطيع الأيدي لا وقْع له ـ أي لا يذكر وليس بشيء ـ عند رؤية " يوسف "، وما طالت طريق أدت إلى صديق " أهـ

وهذا ـ لعمر الله ـ من الفوائد الجليات لطلب العلم، ومن صبر ظفر.

<<  <   >  >>