للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فإن تقديره على مذهب البصريين: لو لم يكن للثاقبات أفول لكانت عزماته كالثاقبات، وكذلك قوله:

بلد لها شرف سواها مثلها ... لو كان مثلك فى سواها يوجد (١)

وكذلك بحذف التشبيه فى نحو قولك: زيد أبوه كالأسد، وعمرو، أى: وعمرو أبوه كالأسد.

الثامنة عشرة: أن يذكر المشبه ولازم المشبه به، كالاستعارة بالكناية والتخييل، فى قوله:

وإذا المنيّة أنشبت أظفارها (٢)

على رأى المصنف، ولكن هذا لا يرد عليه، فإنه التزم أنه لا يذكره فى هذا الباب، بل يفرده بالذكر عند ذكر الاستعارة، ثم إذا تقرر ذلك فاعلم أن المصنف وغيره لم يذكروا من رتب التشبيه إلا ثمانية، وحصروه فيها؛ لعدم اعتبارهم حذف المشبه به، والصواب ما ذكرناه.

ثم اعلم أن قوة التشبيه فى هذه الصورة منحصرة فى أمرين: أحدهما - أن تكون أداة التشبيه محذوفة، والثانى - أن يكون وجهه محذوفا، فحيث حصل حذفهما، فهو أقوى الأقسام، وحيث حصل حذف أحدهما حصل نوع قوة، وحيث انتفيا فلا قوة.

وظاهر كلامهم استواء بقية الصور فى الضعف فلنرجع لعبارة المصنف، فقوله: أعلى مراتب التشبيه فى قوة المبالغة باعتبار ذكر أركانه تحرز به عن مراتبه بالنسبة إلى الأقسام السابقة، فإنه متفاوت بحسبها من كون الوجه مركبا، أو مفردا، حسيا، أو عقليا بالنسبة إلى اختلاف أداته، وغير ذلك.


(١) البيت من الكامل، وهو للمتنبى فى ديوانه ٢/ ٥٧، والأشباه والنظائر ٥/ ١٧٢، وخزانة الأدب ٣/ ٤٣٦، والتبيان للعكبرى ١/ ٢٣١، وروايته:" أرض لها ... ".
(٢) هذا صدره وعجزه: ألفيت كل تميمة لا تنفع
والبيت من الكامل، وهو لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ٨، وتهذيب اللغة ١١/ ٣٨٠، ١٤/ ٢٦٠، وسمط اللآلى ص ٨٨٨، وأمالى القالى ٢/ ٢٥٥، وكتاب الصناعتين ص ٢٨٤، وللهذلى فى لسان العرب ١٢/ ٧٠ (تمم)، وبلا نسبة فى لسان العرب ١/ ٧٥٧، (نشب)، وتاج العروس ٤/ ٢٦٨ (نشب)، (تمم)، والعقد الفريد ٥/ ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>