للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضا: إن كان أحد لفظيه مركّبا، سمى جناس التركيب، فإن اتفقا فى الخطّ، خصّ باسم المتشابه؛ كقوله [من المتقارب]:

إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه

وإلا خصّ باسم المفروق؛ كقوله [من المديد]:

كلّكم قد أخذ الجا ... م ولا جام لنا

ما الّذى ضرّ مدير ال ... جام لو جاملنا

ــ

ثم للتام تقسيم آخر أشار إليه بقوله: (وأيضا إن كان أحد لفظيه مركبا) أى سواء كان الآخر مركبا فيكونان مركبين، أم لا، ويسمى جناس التركيب. قال فى الإيضاح: ثم إن كان المركب منهما مركبا من كلمة وبعض كلمة، سمى مرفوا كقول الحريرى:

ولا تله عن تذكار ذنبك وابكه ... بدمع يحاكى الوبل حال مصابه

ومثّل لعينيك الحمام ووقعه ... وروعة ملقاه ومطعم صابه (١)

يعنى أن المصاب فى الأول مفرد، والثانى مركب من صاب خ خ، وميم مطعم، ولا نظر إلى الضمير المضاف إليه فيهما، فالأول مفرد، والثانى مركب من كلمة وبعض أخرى. قال: (وإلا) أى وإن لم يكن المركب منهما مركبا من كلمة وبعض أخرى، وهذا القسم هو الذى اقتصر عليه فى التلخيص، وقسمه إلى قسمين، فقال: (فإن اتفقا فى الخط خص باسم المتشابه كقوله) أى قول أبى الفتح البستى:

إذا ملك لم يكن ذاهبه ... فدعه فدولته ذاهبه (٢)

ذاهبه الأول مضاف ومضاف إليه، والثانى اسم فاعل (وإلا) أى وإن اختلفا فى الخط (خص باسم المفروق كقوله) أى قول أبى الفتح البستى:

كلكم قد أخذ الجا ... م ولا جام لنا (٣)

ما الذى ضر مدير ال ... جام لو جاملنا (٤)


(١) البيتان من الطويل، وهما للحريرى فى المصباح (ص ١٨٥)، والإشارات (ص ٢٩٠).
(٢) البيت من المتقارب، وهو لأبى الفتح البستى فى الطراز (٢/ ٣٦٠)، والإشارات (ص ٢٩٠)، وبلا نسبة فى الإيضاح (١٨٥)، ونهاية الإيجاز (١٣٢).
(٣) فى عقود الجمان ص: ١٤١ " ولا جام لنا" وهو الصحيح.
(٤) البيتان من الرمل، لأبى الفتح فى الإشارات (ص ٢٩١)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٤١)، وبلا نسبة فى نهاية الإيجاز (١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>