للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول سلم [من مخلّع البسيط]:

من راقب النّاس مات غمّا ... وفاز باللذة الجسور

وإن كان دونه: فمذموم، كقول أبى تمّام [من الكامل]:

هيهات لا يأتى الزّمان بمثله ... إنّ الزّمان بمثله لبخيل

وقول أبى الطيب [من الكامل]:

أعدى الزّمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزّمان بخيلا

ــ

(وقول سلم) ثانيا:

من راقب الناس مات غمّا ... وفاز باللذّة الجسور (١)

فإن الثانى أجود سبكا، وأوجز (وإن كان) الثانى (دونه) أى دون الأول (فهو مذموم) مردود، كقول أبى تمام:

هيهات لا يأتى الزمان بمثله ... إنّ الزّمان بمثله لبخيل (٢)

وقول أبى الطيب بعده:

أعدى الزّمان سخاءه فسخا به ... ولقد يكون به الزّمان بخيلا (٣)

أى تعلم الزمان منه السخاء، فجاد بأن أخرجه من العدم إلى الوجود، ولولا سخاؤه الذى استفاد منه لبخل به الزمان على أهل الدنيا، واستبقاء لنفسه، فبيت أبى تمام أجود سبكا، لأن بيت أبى الطيب احتاج فيه إلى أن وضع" يكون" موضع" كان"، وأجيب بجواز أن يريد أن الزمان قد يكون بخيلا به، فلا يوافق على هلاكه، ورد عليه بأن الزمان بعد

أن سمح به لم يبق له فيه تصرف. وفيه نظر؛ لجواز أن يكون جاد بإبرازه


(١) البيت من مخلع البسيط، وهو لسلم الخاسر فى الأغانى (٣/ ١٩٦)، (٧/ ٧٢)، (١٩/ ٢٧٨، ٢٧٩، ٢٨٠)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧٨)، والإشارات (ص ٣٠٩)
(٢) البيت من الكامل (وهو لأبى تمام فى شرح ديوانه (ص ٣٦٣)، والإشارات (ص ٣٠٩)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧٩)، وفيه (أن يأتى).
(٣) فى ديوانه ١/ ١٩٠ من قصيدة مطلعها:
فى الخد أن عزم الخليط رحيلا ... مطر تزيد به الخدود محولا.

<<  <  ج: ص:  >  >>