للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أريغوني إراغتكم فإني ... وحذفة كالشجا تحت الوريد

أسوّيها بجاري أو بجزء ... وألحفها ردائي في الجليد (١)

ويرضى بجوع صغاره إذ يبيتون على الطوى لتكتفي فرسه، يقول مالك ابن نويرة في فرسه (ذو الخمار):

جزاني دوائي ذو الخمار وصنعتي ... إذا نام أطواء بنيّ الأصاغر (٢)

بل إنه يقدّم فرسه على فتاة أحلامه، مهما بدا من فتنتها وتعلقه بها، حين تغدو فرسه مهرا لها. وفي ذلك يقول سبيع بن الخطيم التيمي في فرسه نحلة مخاطبا والد فتاته:

يقول: نحلة أو دعني فقلت له: ... عوّل عليّ بأبكار هراجيب

لجّت عليّ يمين: لا أبدّلها ... من ذات قرطين بين النحر واللوب (٣)

فهو يعرض الإبل مهرا في عجز البيت الأول، فلا يرضى الأب بنحلة بديلا، فيشتد سبيع في خطابه مجيبا إياه بالبيت الثاني. .

ولا عجب في موقفه هذا إذا كانت فرسه أغلى من نفسه التي بين جنبيه. يقول فضالة بن هند بن شريك الأسدي في فرسه ناصح:

أناصح شمّر للرهان فإنها ... غداة حفاظ جمّعتها الحلائب

أتذكر إلباسيك في كل شتوة ... ردائي، وإطعاميك والبطن ساغب (٤)

بل إنه قد يذهب إلى أبعد من هذا، فيضحي بحياته لتبقى فرسه.

وفي ذلك يقول ثعلبة بن أم حزنة العبدي في فرسه عريب:


(١) أنساب الخيل ص ٦٦.
(٢) الغندجاني (ذو الخمار) برقم (٢٤٩).
(٣) الغندجاني (نحلة) برقم (٧٣٩) مقرونة بخبرها.
(٤) أنساب الخيل ص ٣٩ - ٤٠.

<<  <   >  >>