للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٥٦١ - وقال بزرجمهر: خير النّاس أكرمهم عند الضّيق (١)، وأعدلهم عند الغضب، وأبعدهم من الظّلم إذا قدروا، وأرحمهم إذا سلّطوا، وأبسطهم وجها عند المسألة، وأشكرهم على النّعمة، وأصبرهم على الشدّة.

٥٦٢ - وقيل لأنوشروان العادل: من أطول النّاس عمرا؟ قال: من كثر معروفه فشرف به عقبه، ومن كثرت معرفته فيتأدّب به غيره.

٥٦٣ - وقيل أيضا لأنوشروان: من أشكر النّاس؟ قال: من حمد على كلّ حال، ورضي به.

٥٦٤ - وقال عبد الملك لقومه: يا بني مروان، كفّوا أذاكم، وابذلوا نداكم، واعفوا إذا قدرتم، ولا تخلفوا إذا وعدتم.

٥٦٥ - وجاء قوم إلى سلم (٢) بن قتيبة، فقالوا: جئناك فيما لا يشقّ عليك. قال: هذه أبغض الحوائج إليّ.

٥٦٦ - وروي عن الواقدي قال: كان لي صديقان أحدهما هاشميّ [والآخر نبطيّ] (٣)، وكنّا كنفس واحدة، فنالتني ضائقة شديدة، وحضر العيد فقالت لي امرأتي: يا هذا، أمّا نحن فنصبر على البؤس والشدّة، وأمّا صبياننا فقد قطّعوا قلبي رحمة لهم، لأنّهم يرون (٤) صبيان جيرانهم قد تزيّنوا في عيدهم، وأصلحوا من شأنهم، وهم على هذه الحال، فلو احتلت في شيء


(١) في الأصل: الطليق.
(٢) في الأصل: سليمان. وسلم بن قتيبة بن مسلم ولي البصرة زمن مروان بن محمد ثم وليها أيام أبي جعفر المنصور فكان من الموثوق بهم في الدولتين الأموية والعباسية، وكان من عقلاء الأمراء عادلا، حسنت سيرته، مات بالري سنة ١٤٥، الأعلام.
٥٦٦ - مروج الذهب ٤/ ٣٣٠ (٢٧٥٩)، والمستجاد ١١٠، والفرج بعد الشدة ٢/ ٣٣٢، وتاريخ بغداد ٣/ ١٩، ووفيات الأعيان ٤/ ٣٤٩.
(٣) ما بين معقوفين مستدرك من المستجاد.
(٤) في الأصل: يروا.

<<  <   >  >>