للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ هَوَازِنَ لَمَّا انْهَزَمُوا دَخَلُوا حِصْنَ ثَقِيفٍ فَتَآمَرُوا فَقَالُوا الرَّأْيُ أَنْ نُدْخِلَ فِي الْحِصْنِ مَا قَدَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ فَاشِيَتِنَا وَأَنْ نبعث إلى مَا قَرُبَ مِنْ سَرْحِنَا وَخَيْلِنَا الْجَشَرَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّا لا نَأْمَنُ أَنْ يَأْتُوا بِضُبُورٍ ١ فِي قِصَّةٍ فِيهَا طُولٌ.

يَرْوِيهِ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ.

الفاشِيَةُ ٢ الإِبِل والغَنَم السائمة المنتشرة في المرعى وسُمّيتْ فاشيةً لأنّها تَفْشُو أي تَظْهُر وتَنْتَشُر ومن هذا فشَا السِّرُّ.

وفي حديث آخر: "إذَا كَانَ اللَيْلُ فَضُمّوا فواشِيَكم" والخَيْل الجَشَرُ ما أُرسِل منها في الرُّطَب أيّامَ الرَّبيع قَالَ الأصمعيُّ يُقالُ مَالٌ جَشَرٌ إذَا كَانَ لا يأوِي إلى أهله وقال غيره الجَشَرُ بُقُولُ الربيع هذا الأصل فيه, فإذا قِيلَ جَشَرْنا الدّوابَّ كَانَ معناه أرسلْناها في الجَشَر. والضُّبُورُ الدّبابات الّتي تُقدَّمُ إلى أصول حِيطان الحُصُون واحدها ضبر.


١ لفائق "فشا" ٣/ ١١٨.
٢ أخرجه مسلم في الأشربة ٣/ ١٥٩٥ بلفظ: "فكفوا صبيانكم" وبلفظ: "لاترسلوا فواشيكم وصبيانكم ... " والإمام أحمد في مسنده ٣/ ٣١٢, ٣٨٦, ٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>