للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْهَقَاهُ ١ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ طَالِعٍ فَأَشْرَعَ نَاقَتَهُ فَشَرِبَتْ وَشَنَقَ لَهَا فَفَشَجَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ عَدَلَ بِهَا فَأَنَاخَهَا وَذَكَرَ قِصَّةَ الشَّجَرَتَيْنِ [٣٦] / وَقَالَ يَا جَابِرُ انْطَلِقْ إِلَيْهِمَا فَاقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فَانْذَلَقَ لِي فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا ٢" فِي حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ.

الْبَعِيرُ الْمَخْشُوشُ هُوَ الَّذِي يُقَادُ بِخِشَاشِهِ وَهُوَ مَا يُجعَلُ فِي أَنْفِهِ مِنَ الْخَشَبِ فَإِنْ كَانَ مِنْ شَعْرٍ قِيلَ لَهُ خِزَامَةٌ وَإِنْ كَانَ مِنْ صُفْرٍ أَوْ حَدِيدٍ قِيلَ لَهُ بُرَةٌ وَمَدْرُ الْحَوْضِ أَنْ يُطْلَى بِالْمَدَرِ لِئَلا يَتَسَرَّبَ ٣ الْمَاءُ مِنْ خَصَاصِهِ.

وَقَوْلُهُ: أَنْهَقَاهُ غَلَطٌ وَالصَّوَابُ أَفْهَقَاهُ أَيْ مَلآهُ وهو قَولُ الشَّاعر:

كجابِيَةِ الشَّيخ العِراقِيِّ تفْهَق ٤

ويروي السَّيْح العِراقِيُّ وهو الماء السَّائح أي الجاري

وَمِنْ هَذَا قوله: "إِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ" ٥ يريد المُسْهبين في القول المُكثِرِينَ له.

وقوله: شنَق لها أي عَاجَها بالزِّمام والمَشْنُوق الفرسُ الطّويل الرأْس الطامِحُ إلى فوق ومثله الشِّنَاقُ وأنشدني بعضُ أصحابِنا قَالَ أنشدنا ابن دريد:


١ كذا في جميع النسخ, وفي هامش س: "أفهقاه".
٢ أخرجه مسلم ٤/ ٢٣٠١ - ٢٣٠٨, والبيهقي ينحوه في السنن ١٩٤.
٣ ت: "ينسرب".
٤ اللسان "فهق" وصدوره:"تروح على آل المحلق جفنة" وعزى للأعسى. وهو في الديوان /١٢١ وصدره فيه: نفي الدم عن آل المحلق جفنة".
٥ ابن الأثير "فهق" والفائق "وطأ" ٤/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>