للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ:

أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْدِ ... بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ ١

[٦] / حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أنبأنا الصائغ أخبرنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أن رسول الله لَمَّا قَسَّمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فَضَّلَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَالأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ فِي الْعَطَاءِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ:

وَكَانَتْ نِهَابًا تَلافَيْتُهَا ... وَكَرى عَلَى الْمُهْرِ بِالأَجْرَعِ ٢

فَأَصْبَحَ نَهْبِي وَنَهْبُ العبيـ ... ـدبين عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ

وَقَدْ كُنْتُ فِي الْقَوْمِ ذَا تُدْرَأ ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا ولَمْ أُمْنَعِ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "اقْطَعُوا لِسَانَهُ عَنِّي" ٣.

النَّهَاب جَمْعُ نَهْبٍ والأَجْرَعُ المكان الواسع وفيه حُزُونَةْ يُقَالُ أَرْضٌ جَرْعَاء ومِثْلُهُ الأَمْعَزُ والمَعْزَاءُ وهو الأَرْضُ الكثيرة الحَصَا والأَبْطَحُ والبَطْحَاءُ وهو ما انْبَطَحَ مِن الأَرْض من ذَكَّر أراد المكانَ ومَنْ أَنَّثَ فَعَلى نِيَّةِ البُقْعَة والعُبَيْدُ فَرَسُهُ وفيه ما أعلَمْتُك أَنَّهُ كَانَ يُسْهَمُ للفَرَسِ كَمَا يُسْهَمُ للفارس ولذلك أضاف النَّهْب إلى فَرَسِهِ كما أضافَهُ إلى نفسه.

وَقَوْلُهُ: ذا تُدْرِأٍ أي ذا, هُجُوم واقتِحَامٍ. ويقال: دَرَأَ عليهم السَّيْلُ إذا


١ الديوان: "٨٤" برواية: "فأصبح نهبي".
٢ رواية الديوان:
وكانت نهانا تلافيها ... بكري على المهر في الأجرع.
٣ أخرجه ابن كثير في السيرة النبوية "٣/ ٦٨٠" وابن هشام في السيرة "٤/ ١٠٢" وفيهما: "وقد كنت في الحرب" بدل "القوم" وأخرجه مسلم في الزكاة عن رافع بن خديج "٢/ ٧٣٨" بنحوه وأخرجه الطيري في باريخه "٣/ ١٣٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>