للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَجَعَلَ إليِهِ وِلاية البَيْتِ فَوَلِيَ أَمْرَ مَكَّةَ وجَمَعَ قَوْمَهُ مِنْ مَنَازِلِهِم إلى مَكَّة يَسْتَعِزُّ بِهْم فَتَمَلَّكَ عَلى قَوْمِهِ ١.

وأمَّا هَاشِم الَّذي هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ فَإنَّهُ عَمْرُو بن عَبْد مناف وسُمِّيَ هَاشِمًا لِهَشْمِهِ الثَّرِيد لِقَوْمِهِ وكَانُوا قد أَصَابَتْهُم مَجَاعَةٌ شَدِيدَة فَبَعَثَ عِيرًا إلى الشَّام وحَمَّلَهَا كَعْكًا ونَحَرَ جَزُورًا ٢ وطَبَخَهَا وأَطْعَمَ النَّاسَ الثَّريد وفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ:

عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثّريدَ لِقَوْمه ... ورِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ ٣

وأَمَّا شَيْبَةُ الحَمْدِ فَهْوَ عَبْدُ المُطَّلِب بن هاشم ولُقِّبَ بِشَيْبَة لأَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ كَانَتْ في رَأْسِهِ شَعْرَةٌ بَيْضَاء وسُمِّيَ مُطْعِمُ طَيْرِ السَّمَاء لأَنَّهُ حِينَ أَخَذَ في حَفْرِ زَمْزَم وكَانَت قد دَرَسَت وانْدَفَنَتْ جَعَلَت قُرَيْش تُعَنِّتُهُ ٤ وتَهْزَأُ بِهِ فَقَال: اللَّهُمَّ إِنْ سَقَيْتَ الحَجِيج ذَبَحْتُ لَكْ بَعْضَ وَلَدي فَاسْقَي الحَجِيجَ مِنْهَا وَأَقْرَعَ بَيْنَ وَلَدِهِ فخرجت القرعة على ابنه عبد الله فَأَرَادَ ذَبْحَهُ فَقَالَتْ بَنُو مَخْزُوم وهُم أَخْوَالُهُ: أَرْضِ رَبَّكَ وَافْدِ ابْنَكَ فَجَاءَ بِعَشْرٍ مِن الإِبِل فَخَرَجَتِ القُرْعَةُ عَلَى ابْنِهِ فَلَمْ يَزَل يُزِيدُ عَلَى الإِبِلِ عَشْرًا عَشْرًا كُلُّ ذَلِك يَخْرُجُ عَلَى عبد الله إلى أَنْ بَلَغَ بِهَا مِائَةَ فَخَرَجَتِ القُرْعَةُ عَلَى الإِبِل فَنَحَرَهَا بِمَكَّةَ في رُؤُوسِ الجِبَالِ فَسُمِّيَ مُطْعِمُ الطَّيْرِ وجَرَتِ السُنَّةُ في الدِّيَّةِ بِمِائَةٍ مِن الإِبِل.

وأَمَّا الإِفَاضَةُ فَقَد اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهَا فأخبرني محمد بن نافع حدثنا الخزاعي حدثنا الأَزْرَقِيُ قَال قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق كانت الإفاضة إلى


١ ذكره الأزرقي في أخبار مكة في كلام طويل "١/ ١٠٥, ١٠٧".
٢ ط: "جزرا".
٣ اللسان والتاج "سنت" وعزى لعبد الله بن الزبعري.
٤ س: "تعيبه".

<<  <  ج: ص:  >  >>