للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ كَتَبَ أَنْ حَلُّوا نِسَاءَكُمُ الْفِضَّةَ وَلا تَحِلُّوا نِسَاءَكُمُ الذَّهَبَ وَعَلِّمُوهُنَّ سُورَةَ النُّورِ ١.

حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَاذَانَ الْكُرَانِيُّ أخبرنا أحمد بن عمرو القطراني أخبرنا إبراهيم بن بشار الرمادي أخبرنا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَال: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ بِذَلِكَ.

إنَّمَا خَصَّ النِّسَاء بِتَعْلِيم هَذِه السُورَةَ مِن بين سائِر السُّور لِيَبْعَثَهُنَّ بِذَلك على العِفَّةِ ولُزُوم / الحَيَاء [٢٦] وذَلِك أَنَّهُنَ إذا تَأَمَّلْنَ ما فِيهَا مِن بَيَان حُكْمِ الزُّنَاة وإِغْلاظِ العُقُوبةِ لهم وتَرْكِ الهَوَادَةِ في أَمْرِهِم ارتَدَعْنَ عَنِ الفَوَاحِش وإذا تَدَبّرْنَ ما فيها من بيان الحِجَاب ٢ وما أُخِذَ عَلَيْهُنَّ مِن غَضِّ البَصَر وحِفْظِ الأَطْرَاف وتَرْك التَّبَرُّج بالزِّيِنة لَبِسْنَ بِهِ الحَيَاء ولَزِمْنَ الخَفَر ومن أَجْلِ ذَلِك خُصَّت فَاتِحَةُ هذه السُّورة بالمُقَدِّمَة الَّتي لَيْسَت لِغَيْرِها من السِّوَر.

أَعْنِي قَوْلَهُ {أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} ٣ وقَد عَلِمْنَا أَنَّ القُرْآن كُلّهُ مُنَزَّل وأَنَّ العَمَل بِمُحْكَمِهِ فَرْضٌ وإنَّمَا أَرَادَ ٤ والله أعلم تَأْكِيد هذه الأَحْكَام والتَّشْدِيد عَلَى أَهْلِها فِيهَا.

ونَظِيرُ هَذَا مَا رُوِيَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ: "عَلِّمُوا أَرِقَّاءَكُمْ سُورَةَ يُوسُفَ".


١ ذكره السييوطي في الدر المنثور "٥/ ١٨" عن حارثة بن مضرب قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا نسائكم سورة النور وقال: أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن".
وقد ذكره الحافظ فس الإصابة "٤/ ١٤٥" في ترجمة أبي عطية الوادعي وجاء عنه أنه قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب فقط.
٢ ح:, د: "من بيان أمر الحجاب".
٣ سورة النور: "١".
٤ د: "وإنما أوردوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>