للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرناه محمد بن المكي أخبرنا الصائغ حدثنا سعيد بن منصور أخبرنا عبد الرحمن بن زياد أخبرنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ.

قوله من قشبنا يريد من أصابنا بهذه الرائحة ومن أنشقناها. يُقَالُ: قشبه الدخان إذا ملأ خياشيمه وأصل القشب خلط السم بالطعام يُقَالُ: قشبه إذا سمه وقشبتنا الدُّنْيَا أي فتنتنا فصار حبها كالسم الضار ثم قيل على هذا قشبه الدخان وقشبته الريح الذكية إذا بلغت منه الكظم ومثله فغمته. والقشب نوع من السم.

وَقَوْلُهُ إن أخا الحاج الأشعث يريد الحاج نفسه والأخ صلة وزيادة.

وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ ولا تجهروا له بالقول {وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ} ١ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا كَلَّمْتُكَ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ إِلا كَأَخِي السِّرَارِ ٢. سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ يَقُولُ أَرَادَ كَالسِّرَارِ فأنشدنا عَنْ أَبِي العباس:

لا يدرك الحاجة بعد الكرب ... إلا محب وأخو محب

وقد يجوز أن يكون معناه كصاحب السرار والأدفر السيئ الرائحة ومنه قيل للدنيا أم دفر فأما الذفر بالذال معجمة فهو كل ريح ذكية طيبة كانت أو منتنة. يُقَالُ: مسك أذفر والأشعر الوافي الشعر يريد أن من حكم الحاج وصفته أن يكون كذلك.


١ سورة الحجرات: "٢".
٢ أخرجه الحاكم في المستدرك "٢/ ٤٦٢" وذكره السيوطس في الدار المنثور "٦/ ٨٤" وعزاه لعبد بن حميد والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وكلاهما بلفظ "لاأكلمك".

<<  <  ج: ص:  >  >>