للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قالوا: لبيت كما قالوا: تظنيت من الظن وأصله تظننت.

وكقولهم تسريت سرية وأصله تسررت من السر وهو النكاح.

قَالَ الأحمر وإنما فعلوا ذلك كراهة أن يجمعوا في الكلمة بين ثلاث ياءات ونونات فأبدلوا من الأخيرة ياء وأنشد أَبُو عبيدة:

فقلت لها فيئي إليك فإنني ... حرام وإني بعد ذاك لبيب ١

أي ملب.

وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن نافع أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي أخبرنا أَبُو الوليد الأزرقي عَنْ جده عَنْ سعيد بن سالم عَنِ ابن جريج عَنِ ابن شهاب قَالَ كانت تلبية قريش وأهل مكة في الجاهلية تلبية إبراهيم خليل الرحمن حتى كان عمرو بن لحي فزاد فيه عند قوله لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك ٢.

قَالَ وتلبية نزار ومضر:

لبيك حقا حقا ... تعبدا ورقا

جئناك للنصاحه ... لم نأت للرقاحه

وفي رواية أخرى جئناك للرباحه ٣.

قَالَ وتلبية قيس ومن والاها وكان بينها وبين بكر بن عَبْد مناة بن


١ اللسان والتاج ومقاييس اللغة "لبب" وعزي للمضرب بن كعب.
٢ ذكر الأزرقي في أخبار مكة "١/ ١٩٤" قصة إدخال إبليس هذه الألفاظ في التلبية على عمرو بن لحي بطريق آخر. وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر "٦/ ٣٢" بلفظه.
٣ في تهذيب تاريخ ابن عساكر "٦/ ٣٢ – ٣٣" برواية "وكانت تلبية نزار بن مضر" بدل "وتلبية مزار ومضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>