للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَنِي إبراهيم بن فراس سمعت موسى بن هارون يقول هؤلاء أهل الردة قتلهم أَبُو بَكْر وقد قيل معنى قوله كفارا متكفرين بالسلاح أي لابسين له.

قَالَ بعض أهل اللغة إذا لبس الرجل فوق درعه ثوبا قيل قد كفر فهو كافر وقال: كل ما غطى شيئا فقد كفره قَالَ الشاعر:

قد درست غير رماد مكفور ... مكتئب اللون مروح ممطور ١

يريد أن الريح سفت عليه التراب فوارته به قَالَ: ومن هذا اشتقاق الكافر وذلك أنه غطى نعمة اللَّه ولم يظهرها.

وَقَالَ بعضهم: الكافر بمعنى المكفور فاعل بمعنى مفعول وذلك أَنَّهُ مغمور على قلبه مغطى عليه.

وَقَوْلُهُ فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا بِالإِسْلامِ أَرَادَ بِهِ الْقَائِلَ دُونَ الْمَقُولِ لَهُ وَمِنْ مَذْهَبِ الْعَرَبِ اسْتِعْمَالُ الْكِنَايَةِ فِي كَلامِهَا وَتَرْكُ التَّصْرِيحِ بِالسُّوءِ وَهُوَ كَقَوْلِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ لِرَجُلٍ قَدْ عَلِمَتَ أَنَّ رَسُولَ الله قَالَ: إِنَّ أَحَدَنَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ يَعْنِيهِ بِذَلِكَ وَقَدْ يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُكَذِّبُهُ وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا لَكَاذِبٌ وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ٢.


١ اللسان والتاج "كفر" وقبله "هل يعرف الدار بأعلى ذي القور".
٢ سورة سبأ: "٢٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>