للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون معاوية لما رأى القوم يعيبونه بها صرف الأمر فيها عَنْ وجه العيب إلى ناحية المدح فَقَالَ أو ليس ذاك أظرف له ١ يريد أو ليس ذلك أنجب له إذا نزع بالشبه إلى الخال وكانت ملوك فارس تذكر بالسياسة وتوصف بمحاسن الشيم والعرب تعظم أمر الخؤولة وتكاد تغلبه في الشبه على بعض العمومة أنشدني أَبُو عُمَر لبعضهم:

/ عليك الخال إن الخال يسري ... إلى ابن الأخت بالشبه المتين [١٩٧]

وَقَالَ آخر:

فإن ابن أخت القوم مكفى إناؤه ... إذا لم يزاحم خاله بأب جلد ٢

وحدثني علكان المروزي أخبرنا علي بن بشير أخبرنا حسين بن عمرو العنقري حَدَّثَنِي أَبُو بلال الأشعري قَالَ قَالَ تبيع صاحب كعب الأحبار من أعرقت فيه الفارسيات لم يخطه دين أو حلم ومن أعرقت فيه الروميات لم يخطه شدة أو نقابة ومن أعرقت فيه البربريات لم يخطه حدة أو تكلف ومن أعرقت فيه الحبشيات لم يخطه سكر أو تأنيث.

ولم يقصد بهذا معاوية مدحه على اللحن ولا كان يرى اللحن ظرفا وإنما أشار بذلك أَنَّهُ قد نزع إلى أخواله وكانوا ملوكا أهل أدب وظرف. فأما قول الآخر:

منطق صائب وتلحن أحيا ... نا وخير الحديث ما كان لحنا ٣

وتأويل ابن قتيبة له على أن اللحن يستملح من المرأة ويستثقل منها


١ ط: "ذلك أظرف به".
٢ د, ط: "يكفى إناؤه" وهو للنمير بن تولب شعره "٣٠٠".
٣ تقدم تخريجه في اللوحة "١٩٥" من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>