للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ آخر يصف طائرين:

باتا على غصن بان في ذرى فنن ... يرددان لحونا ذات ألوان ١

فأما قولهم: فلان ظريف فإن الظرف أدب اللسان خاصة.

ومن هذا قول بعض السلف: إذا كان اللص ظريفا لم يقطع يريد أَنَّهُ قد يتخلص للحجة فيدفع بها عَنْ نفسه فيقول إذا وجدت معه السرقة قد التقطتها أوكانت عندي وديعة فخنتها أو ما أشبه هذا من الكلام.

وحدثنا ابن الأعرابي أخبرنا عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد الدمشقي أخبرنا أيوب بن إسحاق أخبرنا منصور بن سلمة الخزاعي أخبرنا شبيب بن شيبة سمعت ابن سيرين يقول الكلام أكثر من أن يكذب ظريف.

يريد أن الظريف لا تضيق عنه معاني الكلام فهو قد يكني ويعرض ولا يكذب وهذا كما قيل: إن في المعاريض مندوحة عَنِ الكذب ٢.

/ وقال ابن الأعرابي: العرب تقول: الظرف في اللسان والملاحة في الفم. [١٩٨]

وأخبرني ابن شابورة أخبرنا على بن عَبْد العزيز قَالَ: قَالَ الأصمعي: العرب تقول الملاحة في الفم والحلاوة في العينين والجمال في الأنف.


١ اللسان التاج "لحن" دون عزو وجاء قبله:
وهاتفين بشجو بعد ما سجعت
ورق الحمام بترجيع وإرنان
٢ أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص "٣٠٥" وابن السني في "عمل اليوم والليلة" صـ "١٢٨ – ١٢٩" وذكره العجلوني في كشف الخفاء "١/ ٢٧٠" وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>