للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فولدت لي غلامًا، قال يَهْنيك الفارس, قال: وأردت بها الخروج إلى الشام، قال: مصاحبًا ١، قال: وشرطت لها دارها، قال: الشرط أملك, قال: اقض بيننا أصلحك الله، قال: حَدِّثْ حديثين امرأة، فإن أَبَت فاربَعْ"٢.

أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ، نا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ معمر، عن غير واحد ذكروه.

قوله: "حدث حديثين"٢٢٠" / امرأة"٣، مثل يضرب للبليد الذي لا يفهم ما يقال له، وهذا يروى على وجهين: يقال: حدث امرأة حديثين، فإن أبت فاربع، أي قف وأمسك، من قولك: رَبَع الرجل يَرْبَعُ رَبْعاً، إذا وقف، يقول: إذا كررت الحديث مرتين, فلم تفهم عنك، فأمسك ولا تتعب نفسك، فإنه لا مطمع في إفهامها بعد ذلك.

والوجه الآخر: أن يقال فأربع، مقطوعة الألف، يريد أربع مرات، ورفعه بمعنى أن غايته أربع مرات أو تمامه أربع مرات، أو نحو هذا من الكلام.

ورووا في هذا عن النضر بن شميل أنه قال: يعاد الكلام للرجل مرتين، ويضاعف للمرأة؛ لنقص عقلها وقصر فهمها, فيكرر أربعاً، ثم لا مزيد عليه.


١ ط: "تصاحبا".
٢ أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: ٢٢٦/ ٦, بلفظ: "فإن أبت فأربعة", وسعيد بن منصور في: سننه: ١٧٠/ ١, بنحوه، ووكيع في: أخبار القضاة: ٣٠٢/ ٢ - ٣٠٤, بنحوه، وفي رواية عند وكيع "بعيد سحيق".
٣ الفاخر: ٧٦، جمهرة الأمثال: ٣٧٨/ ١، مجمع الأمثال: ١٩٢/ ١، المستقصى: ٦٠/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>