للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وقال غيره: إنما سميت مكة؛ لأنها تَمُكُّ الذنوب: أي تذهب بها كلها، من قولهم: مَكَّ الفصيل ضرع أمه، وامْتَكَّ إذا امتص كل ما فيه من اللبن.

قال: وسميت أُمُّ رُحْم؛ لأنها تصل ما بين الناس كلهم في الحج, فيجتمع فيها أهل كل بلد، ويقال: لأن الناس يتزاحمون فيها] ١.

وكُوثَى: بقعة بمكة, وهي محلة ٢ بني عبد الدار، وأما كُوثَى ٣ العراق فهي قرية ولد بها إبراهيم عليه السلام يقال لها: كُوثَى رَبَّى، وأنشد أبو العباس ثعلب:

لعن الله منزلا بطن كُوثَى ... ورماه بالفقر والإمعارِ

ليس كُوثَى العراق أعني, ولكن ... كُوثَة الدَّارِ دَارِ عبد الدارِ

والبَاسَّة إنما سميت بها؛ لأنها تَبُسُّ من أَلْحَدَ فيها، أي تحطمه وتهلكه، والبَسُّ: الحطم والكسر.

ومنه قوله عز وجل: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} ٤.

وقد يروى أيضا: النَّاسَّةُ، بالنون، ومعناه أنها تَنُسُّ من ألحد فيها: أي تطرده، والنَّسُّ: السَّوْق, ويقال: السير الشديد. قال الحطيئة:


١ ساقط من: ط.
٢ د: "وهي نخلة".
٣ في معجم البلدان: "كوثى": ٢٩١/ ٧ بالضم، ثم السكون والثاء مثلثة وألف مقصورة في ثلاث مواضع: بسواد العراق في أرض بابل، وبمكة وهو منزل بنى عبد الدار خاصة، ثم غلب على الجميع، ولذلك قال الشاعر: "لعن الله منزلا ... إلخ".
وكوثى العراق كوثيان: أحدهما كوثى الطريق، والأخرى كوثى ربَّى، وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام، وبها مولده، وهما من أرض بابل، وبها طرح إبراهيم في النار، وهما ناحيتان, وسار سعد من القادسية في سنة عشر, ففتح كُوثَى.
٤ سورة الواقعة: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>