للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ الحسن أنه قال: "ليس الإيمان بالتَّمَنِّي ولا بالتَّحلِّي، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال"١.

حَدَّثَنَاهُ حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ الدَّهْقَانُ، أخبرنا عباس الدوري، أخبرنا حجاج بن محمد، أخبرنا أبو عبيدة الناجي، عن الحسن.

التَّمَنِّي: يتصرف على ثلاثة أوجه: أحدها أن يقال: تَمَنَّى الرجل بمعنى قَدَّرَ وأحب، وهو مأخوذ من المَنَى, وهو القَدَر, يقال: مَنَى الله لك ما تحب مَنًى أي قدر لك, ومنه قوله: {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} أي تقدر.

والوجه الثاني: أن يكون بمعنى كَذَبَ، فوضع حديثًا لاأصل له.

وقال أعرابي لابن دأب وهو يحدِّث، أهذا شيء رويته أم تَمَنَّيْتَهُ؟ يريد افتعلته.

والوجه الثالث: أن يكون تَمَنَّى بمعنى تلا وقرأ, ومنه قوله تعالى: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} ٣, يريد، والله أعلم، إذا تَلَا ألقى الشيطان في تلاوته، وإلى هذا يتوجه قول من يريد أن الإيمان ليس بقول تظهره بلسانك فقط، لكنه قول تشيعه المعرفة من قلبك, ويساعده التصديق من فعلك.


١ أخرجه ابن المبارك في: الزهد: ٥٤٥, عن سفيان، عن رجل، عن الحسن, والإمام أحمد في: الزهد أيضاً: ٢٦٣, عن زكريا، عن الحسن.
٢ سورة النجم: ٤٦.
٣ سورة الحج: ٥٢.
٤ ح: "وإلى هذا يتوجه قول الحسن: يريد أن الإيمان .. " والمثبت من: س، د.

<<  <  ج: ص:  >  >>