للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ الحسن أن رجلًا جاءه, فقال: "إن هذا رد شهادتي, يعني إياس بن معاوية، فقام معه, فقال: يا مَلكَعَانُ, لِمَ رددت شهادة هذا؟ "١.

حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ، أنا ابْنُ الجنيد، أخبرنا سويد، أخبرنا عبد الله، عن محمد بن سليم، أخبرنا الأشعث الحُدَّنِي، عن الحسن.

قوله: يا مَلْكَعَانُ، معناه "٢٤٥" / لئيم، وهو بمنزلة قولك للرجل: يا لُكَعُ، وللمرأة: يا لَكْعَاءُ، فإذا أردت أن تنعت به نكرة, قلت: رجل أَلْكَعُ وامرأة لَكْعَاءُ.

ويقال أيضاً: رجل مَلْكَعَان، كما يقال مَبْرَمَان.

فأما قوله صلى الله عليه: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لُكَع بن لُكَع" ٢, فمعناه اللئيم ابن اللئيم.

وحكم هذا في الإعراب عند النحويين حكم عُمَر، ينصرف في النكرة, ولا ينصرف في المعرفة.

وأخبرني أبو رجاء الغنوي، أخبرنا أبي، عن سوار بن عبد الله بن سوار، حدثني أبي، أخبرنا عبد الوارث بن سعيد قال: سألت نوح بن جرير عن اللُكَعِ, فقال: نحن أرباب الحمير، نحن أعلم به، هو الجحش الراضع, فقد يكون على هذا أنه إنما سماه لكعا وملكعان؛ لحداثة سنه، وقد يجوز أن يكون جعله صغيرًا في العلم والمعرفة.


١ الفائق: "لكع": ٣٢٩/ ٣, والنهاية: "لكع": ٢٦٩/ ٤ وجاء في الشرح: هذا أيضاً مما لا يكاد يقع إلا في النداء، يقال: يا ملكعان، ويا مرتعان، ويا محمقان.
٢ أخرجه الترمذي في: الفتن: ٤٩٤/ ٤, عن حذيفة، والإمام أحمد في: مسنده: ٣٨٩/ ٥, وذكره السيوطي في: الجامع الصغير, وعزاه للضياء المقدسي، وانظر فيض القدير: ٤١٧/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>