للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: في حَرَارِهِ، هو مصدر حَرَّ المملوك يَحَرُّ حَرَارًا إذا صار حُرًّا.

ويقال: حَرَّ يومنا يَحَرُّ حَرًّا وحَرَارَةً، وحَرَّت الريح حُرُورًا مضمومة الحاء، وحَرَّت كبده تَحِرُّ حَرَّةً وحَرَرًا, ومن دعائهم: رماه الله بالحِرَّةِ تحت القِرَّة: أي بالعطش, ومنه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: "في كل كبد حَرَّى أجر" ١, أي: عطشى.

يقال: حَرَّان وحَرَّى مثل: عطشان وعطشى, والحَرَرُ: يبس الكبد عند العطش وشدة الحزن, وزعم بعض الناس أن الحجاج لم يبع رقبة حُرٍّ قط، وإنما باع ولاءه, فقيل على هذا: قد باعه، وكانت العرب تفعل ذلك، ومن أجله نهى رسول اللَّه عَنْ بيع الولاء وعن هبته.

قال أبو سليمان: وقد اختلفوا في السبب الذي من أجله استجاز القراء الخروج عليه, فقال ابن المبارك: إنما استحلوا الخروج عليه؛ لكفره بقراءة عبد الله بن مسعود, ولقوله: "إنها رجز من أراجيز العرب"٢.

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: كان من سيرة بني أمية في الذمي يسلم أن يطالب بالجزية عن رأسه، ويؤخذ الخراج من أرضه، وكان الحجاج


١ أخرجه ابن ماجة في: الأدب: ١٢١٥/ ٢, بلفظه من حديث سراقة بن جعشم, والإمام أحمد في: مسنده: ١٧٥/ ٤, بلفظ: "حراء": بدل "حرى".
وأخرجه البخاري في المساقاة والمظالم, بلفظ "في كل كبد رطبة أجر", من حديث أبي هريرة، انظر فتح الباري: ٤١/ ٥، ١٣٣, وكذلك مسلم في: السلام: ١٧٦١/ ٤, وغيرها.
٢ انظر قول الحجاج في قراءة ابن مسعود في تهذيب تاريخ ابن عساكر: ٧٢/ ٤: "يا عذيري من عبد هذيل، يعني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ الله عنه, يزعم أن قراءته من عند الله، يعني الموالي "العبيد"، وما هي إلا رجز من رجز الأعراب، ما أنزلها الله على نبيه"، وفي رواية أنه قال: أما لو أدركته لضربت عنقه، وفي رواية: "ولا أجد أحداً يقرأ على قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه، ولأخلين منها المصحف ولو بضلع خنزير".

<<  <  ج: ص:  >  >>