للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرناه الصفار، أخبرنا عباس الدوري، أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدثني محمد بن الحارث, رجل من قريش.

لم يرد بالحمار هاهنا العير، وإنما هو رجل كان في الزمان الأول كفر بالله بعد الإيمان به, وانتقل إلى عبادة الأصنام, فصار مثلًا.

قال هشام بن محمد: هو رجل من العمالقة كان له بنون وواد مخصب، وكان حسن الطريقة، فخرج بنوه في بعض أسفارهم, فأصابتهم صاعقة, فأحرقتهم، فكفر بالله وأخذ في عبادة الأصنام, وقال: لا أعبد ربًّا أحرق بني أبدًا، وهو الذي يضرب به المثل, فيقال: أكفر من حمار ١، فأرسل الله على واديه نارًا فأحرقه, ولم يدع فيه شيئًا.

وقال غيره: هو الحمار بن مؤتلع، كانت له قرية بالشام، فراسخ في فراسخ، وكان يعبد الله، ثم "٢٦٩" / أشرك به, فأرسل الله ريحًا, فقتلته وخربت قريته، فهي تدعى جوف الحمار, قال بعضهم: وهي التي أراد امرؤ القيس في قوله:

وواد كَجَوفِ العَيْر قفرٍ قَطَعْتُهُ ... به الذئب يعوى كالخليع المُعَيّلِ ٢

فيقال: إنه أراد كجوف الحمار, فلم يستقم له البيت. ويقال: بل أراد جوف العير؛ لأنه لا خير فيه.

قال المدائني: "كتب عبد الملك إلى الحجاج: أن ادع الناس إلى البيعة، فمن أقر بالكفر فخل سبيله إلا رجل نصب راية أو شتم أمير


١ اللسان: "حمر", الدرة الفاخرة: ٣٦٧/ ٢، الفاخر: ١٥، جمهرة الأمثال: ١٧٧/ ٢، مجمع الأمثال: ١٦٨/ ٢، المستقصى: ٢٩٥/ ١.
٢ سبق في الجزء الثاني, لوحة ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>