للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد أولعت العامة بتشديد السين وكسر الميم؛ ليكون، زعموا، فصلًا بين مسيح الضلالة وبين عيسى عليه السلام، وليس ما ادعوه بشيء، وكلاهما مسيح, مفتوحة الميم خفيفة السين، فعيسى مسيح بمعنى ماسح، فعيل بمعنى فاعل؛ لأنه كان إذا مسح ذا عاهة عوفي, والدجال مسيح، فعيل بمعنى مفعول؛ لأنه ممسوح إحدى العينين.

* ومن هذا الباب في حديث الزكاة: "امْرِ الدم بما شئت" ١.

من قولك: مَرَاهُ يَمْرِيْهِ مَرْيًا، إذا أساله، ومريت عيني في البكاء، ومريت الناقة إذا حلبتها، وناقة مَرِيَّة, وأصحاب الحديث يقولون: أَمِرَّ الدم، مشددة، يجعلونه من الإمرار، وهو غلط، والصواب ما قلته لك.

ومنه قوله: "المُعوَل عليه يعذب ببكاء أهله" ٢.

٢٨٤ ساكنة العين خفيفة الواو, ومن أعول يعول، إذا رفع صوته بالبكاء, والعامة ترويه المُعَوَّلُ عليه، يشددون الواو وليس بالجيد، إنما المُعَوَّل من التعويل بمعني الاعتماد, يقال: ما على فلان مُعَوَّل أي محمل, وقال بعضهم: عَوَّلَ بمعني أعول.

* قول عمر: "لا ينكحن أحدكم إلا لُمَتَه من النساء ٣": أي مثله في السن.


١ أخرجه الإمام أحمد في: مسنده: "٢٥٦/ ٤، ٢٥٨، ٣٧٧".
٢ أخرجه مسلم في: الجنائز: ٦٤٠/ ٢, وابن سعد في: طبقاته: ٣٦٢/ ٣, والإمام أحمد في: مسنده: ٣٩/ ١.
٣ أخرجه سعيد بن منصور في: سننه: ٢٠١/ ١, بلفظ: "يا أيها الناس اتقوا الله, ولينكحن الرجل لَُمَتَه من النساء, ولتنكحن المرأة لُمَتَهَا من الرجال، يعني شبهها".
وفي الفائق: "لمة": ٣٣٠/ ٣, وجاء فيه: اللمة: المثل في السن، وهي مما حذف عينه كسه ومذ، فعلة من الملاءمة وهي الموافقة، ألا ترى إلى قولهم في معنى اللمة اللئيم، يقال: هو لمتي ولئيمي، ومنها قيل: إن فيه لمة لك: أي أسوة، وقيل للأصحاب الملائمين لمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>