للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأسه من النعيم: أي في مثل رأسه, وأنشدنا للحطيئة:

فإياكم وحيةَ بطن وادٍ ... هَمُوزِ النَّاب ليس لكم بِسِيِّ ١

* في حديث ابن عمر: "يطرق الرجل فحله, فيبقى حِيْرِيَّ الدهر ٢".

يصحفون فيه فيقولون: حَيْر الدهر.

أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، نا عَبَّاسٌ الدوري قال: رواه فلان, ونحن عند يحيى بن معين: "فيبقى حير الدهر".

٢٨٥ قال: وكان أبو خيثمة حاضرًا فقال: قال لنا عبد الرحمن بن مهدي: حِينَ الدهر.

قال أبو سليمان: والصواب حِيرِيَّ الدهر، وهي كلمة تقولها العرب في


١ الديوان: ٣٨ برواية: "حديد الناب" بدل: "هموز الناب", وفي: اللسان: "سوا", برواية الخطابي.
٢ أخرجه ابن معين في: تاريخه: ٤٢/ ٤، ٤٣, رقم النص: ٣٠٤٧.
وفي الفائق: "طرق": ٣٥٨/ ٢: حيريّ، أي أبدًا، وفيه ثلاث لغات: حيريَ دهر, وحيريْ دهر, بياء ساكنة، وحَيْرَيَ دهر، بياء مخففة.
وفي الفائق أيضًا: قال ابن جني: في حيريْ دهر "بالسكون": عندي شيء لم يذكره أحد، وهو أن أصله حيريّ دهر، ومعناه مدة الدهر، فكأنه مدة تحيّر الدنيا وبقائه، فلما حذفت إحدى الياءين بقيت الياء الساكنة ساكنة كما كانت، يعني حذفت المدغم فيها, وأبقيت المدغمة, ومن قاله بتخفيف الياء, فكأنه حذف الأولى وأبقى الآخرة، فعذر الأول تطرف ما حذف، وعذر الثاني سكونه, وعندي أن اشتقاقه من قولهم: حيروا بهذا الموضع، أي أقيموا.
ويحكي عن تبَّع الأكبر الذي يقال له: ذو المنار، أنه لما رأى أن يأتي خراسان خلَّف ضعفة جنده بالموضع الذي كان به, قال لهم: حيروا بذا، أي بهذا المكان، فسمي الحيرة، وكان يجري عليهم, فسموا العباد، والمعنى ما أقام الدهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>