للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْحَرْبِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَرَ". وَهَذَا خَبَرٌ تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدٌ الطَّحَّانُ وَفِي نَعْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب رسول الله "أَنَّهُ كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا"١.

وَفِي خَبَرٍ آخَرَ: "أَنَّهُ كَانَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ"٢.

والسُّمْرَةُ لَونٌ بين البياض ٣ والأُدْمَةِ وقد يُجمعَ بين الخَبَرين بأن تكون السُّمرةُ فيما يبرز للشَّمسِ من بدنه والبَياضُ فيما واراه الثِّيابُ ويُستَدَلُّ عَلَى ذَلِكَ بقول ابن أَبي هَالَةَ في وصفِه: "أَنَّه كان أَنْوَر المُتَجَرَّد"٤ ويُتَأَوّل قولُه: كان أزهرَ عَلَى إشراق اللون ونُصُوعه لا عَلَى البَياضِ.

وفيه وجه آخر وهو أنه مُشرَبُ الحُمرة والحُمرةُ إذا أُشْبِعَت حَكَت سُمْرَة ويدُلّ عَلَى هذا المعنى قَولُ الواصِفِ له لم يكن بالأبيض الأمهق ٥.

ومنها ما رُوِي عن بعض الصحابة قَالَ رأيتُ رَسُول الله وافرَ السَّبَلَة ٦.

أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْمَقَّرِيُّ ٧ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ حدثني أبو يحيى


١ مجمع الزوائد ٨/ ٢٧٢, موارد الظمآن /٥٢١, الطيالسي ١/ ٢٥ بنحوه.
٢ البخاري ٤/ ٢٢٨, مجمع الزوائد ٨/ ٢٨٣, موارد الظمآن /٥٢١.
٣ ت: "السواد", والمثبت من س, م.
٤ مجمع الزوائد ٨/ ٢٨٣, دلائل النبوة للبيهقي ١/ ٢٤٠.
٥ أخرجه البخاري ٤/ ٢٢٨, ومسلم ٤/ ١٨٢٤ وغيرهما من حديث أنس.
٦ الفائق "مغط" ٣/ ٣٧٦.
٧ م: "الحيري" بدل "المقري".

<<  <  ج: ص:  >  >>