للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصل البَخْسِ النُّقصانُ قَالَ الله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} ١ وإنما أريد به المَكْسُ وما يأخذه الوُلاةُ باسم العُشْر ويتأوَّلون فيه مَعنَى الزكاة والصّدقات وهو مكس وظلم وقد قال "لا يَدخُل الجَنَّةَ صاحبُ مَكْسٍ ٢"

قَالَ الشاعر:

وفي كُلِّ أَسواقِ العِراقِ إتَاوَةٌ ... وفي كلّ ما باع امرؤٌ بخْسُ دِرْهَم ٣

ويروى: مكْس دِرْهم

وأَصلُ المكس النُّقصان يُقالُ مَكسَني حَقِّي وبَخَسَني ومنه أُخِذَ المِكاسُ في البَيْع وهو أن يَسْتَوْضِعَه المُشتَري شيئًا من الثمن قَالَ الأخفش العرب تَقولُ في الرجلين بينهما نِزاعٌ وتجاذُبٌ بينهما عِكاسٌ ومِكَاسٌ وأَنْشَد أو غيرُه ٤ لِقُلاخ بن حَزْن المِنْقَرِيّ:

حتى تَقُولَ الأَزْدُ لا مِسَاسَا ... إن نَحنُ خِفْنا مِنْهُمُ مِكَاسا

وقوله: والسُّحْتُ بالهَدِيَّة: أي الرِّشْوة في الحكم والشهاداتِ وما أشبهها من الأمور اللازِمَة لأَهلِها الواجبِ عليهم القيامُ بها

والقَتْلُ بالمَوِعظَة أن يُقْتَل البَرِيءُ ليتَّعظَ به العامة


١ سورة يوسف: ٢٠
٢ أخرجه أبو داود ٣/ ١٣٣, وأحمد ٤/ ١٤٣, ١٥٠ وغيرهما.
٣ اللسىان والتاج والأساس"أتى", وعزي لجابر بن حنى التغلبي, والشطر الثاني في الفائق ١/ ٨٢.
٤ ت: "وأنشده غيره".

<<  <  ج: ص:  >  >>