للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمرتُك الخَيَر فافعَل ما أُمِرْتَ به ... فقد تركْتُك ذا مالٍ وذا نَشَب ١

فحذف حرفَ الصِّفة يريد أمرتُك بالخَيْر وقال حُميدُ بن ثور:

أنتَ الَّذِي اخْتَارَه الرحمن أُمَّتَه ... فذاكَ غَيظٌ عَلَى مَنْ قلبُه حَسِك ٢

وأكثر ما يقال البَغْي في طلب الشرّ وأقَلُّه ما جاء في طلب الخير كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَقِيلَ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ" ٣

وكقول زيد بن عمرو بن نُفَيْل وكان رَغِب في الجاهلية عن عِبادةِ الأوثان وطَلب الدِّين فتنصَّر فكان يقول:

البِرَّ أَبِغي لا الخَالْ ... وهل مُهجِّرٌ كَمن قَالْ

وقوله: لَطَّت بالذَّنَب يريد أنها تَوارَت عنه وأَخْفَت شَخصَها دونَه يقال: لَطَّ الغَرِيمُ دُوني إذا استَخْفَى عنك وغَيَّب شَخصَه وأصلُه من قولهم: لَطَّت الناقةُ بذنَبِها إذا ألزقتْه بحيائها

وفيه وجه آخر وهو أن يكون أراد أنها قد نَشَزت عليه وامتنعت عن التّمكين من نفسها كما تمتنع الناقة عَلَى الفحل إذا حملت بأن تلصق ذنبها بحيائها ٤


١ الكامل للبرد ١/ ٣٢, وعزي لأياس بن عامر. وفي الخزانة ١/ ٣٤٤: إياس بن موسى وهو أعشى طرود, وقيل: لعمرو بن معد يكرب.
٢ ليس في الديوان ط دار الكتب, وفيه قصيدة على الوزن والقافية, وليس فيها هذا البيت.
٣ الحديث في الفائق "صفد" ٢/ ٣٠٢, وفي النهاية "صفد"٣/ ٣٥ وجزء من الحديث. وجاء في الفائق: والصفد والصفاد: القيد, ومنه قيل للقيد, ومنه قيل للعطية صفد لأنها قيد للمنعم عليه.
٤ من ت, م.

<<  <  ج: ص:  >  >>