للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجاهد وهو تأويل قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} ١ ومعناه –والله أعلم- اصبروا عَلَى دينكم وصابروا عَدُوَّكم ورابِطُوا أيْ أقيموا عَلَى جهادكم.

والوجه الآخر أن يُجعلَ الرِّباطُ اسمًا لما يُربطُ به الشيءُ كالعِقَالِ لما يُعقَل به والعِصَام لما يُعْصَم به يريد أَنَّ هذه الخِلالَ تَربِط صاحِبها عن المعَاصي وتكُفّه عن المَحارِم.

وفيه وجه ثالث وهو أن يكون الرباط جمع الرُّبْط والعرب تسمي الخيلَ إذا رُبطت بالأقنية وعُلِّقَت رُبْطًا واحدها رَبِيطٌ وتجمع الرُّبْط رِباطا وهو جمع الجمع يُريد أَنَّ مَنْ فعل ذَلِكَ كان كَمنْ رَبَط الخَيلَ إِرصادًا للجهاد ٢

وكرّر القولَ بها ثلاثًا ليُقابِلَ بها الخِصالَ الثلاث المذكورة قبلها.


١ سورة آل عمران: ٢٠٠.
٢ من ت, م.

<<  <  ج: ص:  >  >>