للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابنُ الكلبيّ: إنما سُمِّيت الأَسِنَّةُ يَزَنِيَّة لأن أوَّل مَنْ عُمِلت له ذوَ يزَن وهو مَلِك من مُلوكِ حِمْير وقيل للسِّياط الأَصْبَحِيَّة لأنَّ أولَ مَنِ اتّخذها ذو أَصْبَح مَلِكٌ من حِمْيَر

وأخبرنا التَّمّار: غُلامُ ابن الأنباري عنه عن أبي العباس ثعلب قَالَ حُبِس رجل فكَتَبَ إلى أبيه:

إذا ذبّالةٌ المصباح لاحَت ... فإنَّ الأَصْبَحِيَّةَ لا تُخافُ

فَدُونَك روِّها عنيّ سَلِيطًا ... لتقعدَ عنِّيَ السُّمْرُ العِجَافُ

قَالَ فَرشَا عنه فَخَلَّى سَبِيلَه

قَالَ أبو عُبَيْدةَ: إنما قيل لملوك حِمْير التَّبابع لأن بعضَهم يتبع بعضًا ولذلك سُمِّي الظِّلُّ تُبَّعًا قَالَ الشاعر:

يَتْبَع رَوْقَيْه كفِعْل التُّبَّعِ

وأنشد الأصمعي:

تَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً ... وِرْدَ القَطَاةِ إذا اسمَأَلَّ التُّبَّعُ ١

فالتُّبَّع الظِّلُّ والحَضِيرَةُ ما بَيْن السَّبْعة الرِّجال إلى الثمانية. والنَّفيضَةُ: الواحد مِمَّن يَنفض الطريق.

والمُسْمَئِلُّ: الضَّامر

وقوله: تَحَشْحَشْنَا يريد تَحرَّكْنا للنّهوض قَالَ الأصمعيّ تَحَشْحَش القوم إذا تحركوا وأصله تحشش زيدت فيه الحاء لئلا يَجْتَمِع حرفان من جِنْسٍ واحدٍ كما قَالُوا تَكَعْكَع وأصله من كَعَّ وكفكفتُ فلانًا عن كذا وأَصله كففته قال النابغة:


١ اللسان والتاج "تبع", وعزي لسعدى الجهنية ترثي أخاها أسعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>