للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمِعَ سُليمانُ بْن عَبْد الملك في مُعَسكره صوتَ غِناء فدعا بهم ثُمَّ قَالَ لهم: أَمَا إنَّ الفَرسَ ليَصْهَل فتسْتَودِقُ لَهُ الرَّمَكةُ وَإِنَّ الجَمَل ليَخْطِر ١ فتَضْبَع لَهُ النّاقَةُ. وإنّ التَيْسَ ليِنبُّ فتستحْرم لَهُ العَنْزُ وإنّ الرجُل ليُغَنّي فتشتاق إِلَيْهِ المرأة اخصوهم. فَقَالَ عُمَرُ بْن عَبْد العزيز: إنّها مُثْلَةٌ وطلب إِلَيْهِ فَخَلَّى سَبيلهم ويقال: خَطَر البَعيرُ بذَنَبه خَطْرًا وخَطِيرًا وخَطَر الشيءُ ببالي خُطُورًا وخَطَر الرجلُ في مِشْيته خَطَرَانا ٢.

قَالَ أبُو زيْدٍ: يُقَالُ غَطَّ البَعيرُ إذا هَدرَ في الشِقْشِقَةِ فإذا لم يَكُنْ في الشّقْشِقَة فهو هَدِيرٌ

والناقةُ تَهْدِرُ ولا تَغِطُّ لأنّه لا شِقْشِقَةَ لها. وقال الأصمعيُّ: إذا بلغَ الذَّكرُ من الإبل الهديرَ فأوَّلُه الكَشِيشُ فإذا ارتَفَع قَلِيلًا فهو الكَتِيتُ فإذا أَفْصَح بالهَدْر قِيلَ هدَرَ هَدِيرًا فإذا صَفَا صوتُه قِيلَ قَرْقَر فإذا جَعَل يَهْدِرُ هَدِيرًا كأنه يُقَصَّره قِيلَ زَغَد يَزْغَدُ زَغْدًا ٣ فإذا جَعل كأنّه يَقْلَعُه قَلْعًا قِيلَ قَلَخَ وبعيرٌ قَلاخٌ ٤. ويُقالُ لكُلّ ذَاتِ ظِلْفٍ


١ اللسان "خطر": خطر الفحل بذنبه يخطر من باب ضرب خطرا وخطرانا وخطيرا رفعه مرة بعد مرة وضرب به حاذيه وهو ماظهر من فخذيه حيث يقع شعر الذنب وقيل ضرب به يمينا وشمالا.
وقد ذكر ابن كتير هذه القصة في البداية والنهاية ٩/ ١٨٠ بلفظ: "ليهدر" بدل "ليخطر" فتستخذي" بدل "فتستحرم.
٢ ساقط من س, أثبتناه من ت, م.
٣ ت, ح: "رغديرغد رغدا "تصحيف وفي القاموس "زغد": زغد البعير كمنع: هدر شديدا.
٤ ت: "فلخ وبعير فلاخ". تصحيف وفي القاموس "قلخ": قلخ الفحل كمنع قلخا وقليخا هدر وفي س: بعير قلاخ بدون تشديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>