للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجَنَى النَخْل: رُطَبُه وَثَمَره وذلك مَخْروف النخل قَالَ: وإنّما المْخرَفُ النَخْلُ بعَيْنه. والدليلُ عَلَى ذَلِكَ قول أبي طلحة للنبي إنَّ لي مَخْرفًا وإني أُريدُ أَن أَجْعَلَه صَدقةً ١. أراد أَنّ لي نَخْلًا. وأراد أنّ عائد المريض في بساتين الجنة لأنه استحقَّها بالعِيادةِ فهو صَائرٌ إليها.

قَالَ أبو سليمان قولُ أَبِي عُبَيْد صَحِيح. ووَجْهُه بيّنٌ واضحٌ في مذهب اللغَة. والمَخْرَفُ خُرْفَةُ الثَّمَر وهو ما يُخْتَرفُ منه كالمَحْرمِ في الحُرمة. يُقالُ: هتَكَ فُلانٌ مَحْرَمًا أي حُرْمَةً. قَالَ حميد بْن ثور:

فأردتُ أن أغشى إليها محرما ... ولمثلها يعشى إليها المحرم ٢

وقد جاء هذا في حديثٍ مرفوعٍ.

أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الأشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رسول اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ" قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ قَالَ: "جَنَاهَا"

والحِسْيُ حَفِيرةٌ قريبة القَعْر. ويُقالُ: إنّ الحِسْيَ لا يكون إلا في أرْضٍ أسْفلُها حِجارة وفوقها رَملٌ فإذا مُطِرت نَشِفَتْه الرمال فإذا انتهى إلى الحجارة أَمْسَكَتْه فإذا جاء وَقْتُ الحرِّ نُبِش عَنْهُ الرَّمْلُ واسْتُقِي منه الماءُ العذب.


١ أخرجه الترمذي في ٣/ ٤٨ وأبو داود ٣/ ١١٨ وغيرهما بدون ذكر أبي طلحة.
٢ من م والبيت في الديوان ط داتر الكتب المصرية.
٣ أخرجه مسلم في البر ٤/ ١٩٨٩ والترمذي في الجنائز ٣/ ٣٠٠ وأحمد في مسنده ٥/ ٣٧٧, ٢٨١, ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>