للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعْدُو بها سَبِطُ المناسم أسْقَفُ ١

والسِّقِّيفَي إنْ كَانَ أراد جمع الأُسقُفٌ فهو جَمْعٌ عَلَى غير قياسٍ وإنّما جاء عَلَى وزنْه مصادِرُ من الكلام نحو الخِلِّيفَى وَالرِمّيَّا وَالحِجّيْزَى فإن سُلِك بها مَسْلَكَ المَصَادِر كَانَ معناهُ لا يُمنَعُ أسقُفٌّ من التَّسَقُّفِ ولا راهِبٌ من التَّرهُّبِ. والواقِفُ خَادِمُ البَيْعَة ويُقال: سُمّي واقفًا لأنه وقف نفسَه عَلَى الخِدْمَة وعَكفَها عَلَى العبَادة. وَيقال: لَهُ الواهِفُ أيضا رُوِي في حديث آخر لا يُغيَّرُ واهِفٌ عَنْ وَهْفِيّتِهِ وفي رواية أخْرَى عَنْ وهَافَته ولا قسيس عن قسيسيته وَالقِسِّيسُ كالعالم منهم والرّاهِبُ المُتَعبّدُ المُتَفَرِّدُ والأَبِيلُ العظيم من النَّصارى وأنشَدني ابنُ الفارسيّ عَنِ أبي العبّاس ثَعْلب:

وما سبَّح الرّهْبانُ في كلّ بلْدَةٍ ... أَبِيلَ الأَبِيليّينَ عِيسى بنَ مَرْيَما ٢

ومثله الأَيْبَليّ قَالَ الشّاعر:

لو عرضَتْ لأَيْبَليٍّ قس ... أشعت في هَيْكلهِ مُنْدَسِّ

حَنَّ إليَها كحَنِين الطَّسِّ ٣

فأمّا ٤ الأَرِيسيّ فهو الأكار أو الأجير فيما يُفَسّرُ.

وأخبرني بعضُ أصحابنا عَنْ إبراهيم الحربي قَالَ: الأَرارِسَةُ الزّرَّاعُون واحِدُهم إرِّيسٌ. وكَتَب رَسُول الله إلى هِرَقْل فإِن تولَيْتَ فإنَّ عليك إثمَ الإرِّيسِيِّين. يُريد الضُعفاءَ والأتباع منهم. ويقال: إن


١ لم أقف عليه في ديوانه ط دمشق.
٢ اللسان والتاج "أبل" وعزي لعمرو بن عبد الجن. وانظر الخزانة ٣/ ٣٤٠.
٣ اللسان والتاج "قسس".
٤ ت, م: فأما الأريسي فهو منسوب إلى الاريس وهو الأكار ... الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>