للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أبو العَبَّاس اغتلّ من الغُلَّة.

وفي البَعْل وَجْهٌ آخرُ وهو أن يُقال: هل لك من بَعِلٍ عَلَى وَزْن وَعِلٍ.

يريدُ هل في أهلكَ ١ مَنْ بَعِلَ أي ضَعُف وعَجَز عَنِ السَّعْي والعمل.

أخبرني أبو عُمَر عن أبي العبَّاس ثَعلَب عن ابن الأَعرابي قَالَ: يُقال بَعِلَ الرَّجلُ وبَحِرَ وبَقِر إذَا تحيَّر فلم يهْتَدِ لأمرِه. وامرأةٌ بَعِلَةٌ إذَا كانت بَلْهاءَ لا تُحْسِنُ أن تَلْبَسَ ثِيابَها وتُصْلِحَ أَمرَ نفْسِها.

وفيه لُغةٌ أخرى بَعَل بفتح العين فهو بَعْلٌ. حكاها ابنُ السّكِّيت عَنْ يُونُس قَالَ: يقال بَعَل الرَّجُلُ إذَا صَارَ بَعْلًا يَبْعَلُ وأنشد:

يا رب بَعْلٍ ساء ما كَانَ بَعَلْ

فالبَعْلُ عَلَى هذا مَعْناه الكَلّ من العِيال. يُقال: أَصْبَح فُلانٌ بَعْلًا عَلَى أهِله أي ثِقْلًا عليهم وكَلا.

وهذا كَحَدِيثه الآخر: أَنَّه جاءَه رجُلٌ يُريد الجهادَ فَقَالَ لَهُ: "هَلْ في أهِلك من كاهل" ٢ يروى مَنْ كاهَلِ.

قَالَ أبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ هَلْ فيهم من أَسنَّ وصَارَ كَهْلًا ضَعِيفًا.

قَالَ أبو سليمان: ورأيتُ بعضَ أهلِ النظر يَذْهَبُ في ذَلِكَ إلى غير ما تأوله أبو عبيد ويرويه هَلْ في أهِلك من كاهِلٍ على وزن قاتل. قال:


١ م: "هل من بعل" والمثبت من س, ط.
٢ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٥/ ١٧٦ بلفظ: "هل تركت في أهلك من كهل" وفي الفائق "كهل" ٣/ ٢٨٨: عن أبي سعيد الضرير أنه أنكر الكاهل وزعم أن العرب تقول للذي يخلف الرجل في أهله وماله كاهن. وقد كهنني فلان بكهنني كهونا. وقال: فإما أن تكون اللام مبدلة من النون أو أخطأ سمع السامع فظن أنه باللام وكذلك جاء في النهاية "كهل" ٤/ ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>