للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنِ الأوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ حُدِّثْتُ بِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عن الأوزاعي رواه عنه عَمَّارِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّار الْمَرْوَزِيِّ وَفِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ اخْتِلافٌ ١.

قوله: عُبَابُ سالِفِها العُبابُ أوّل الماء ومُعْظَمُه يريد أنّهم أهلُ سابقَةٍ وشرف والأَبرامُ اللِّئامُ وَاحِدُهُم بَرَمٌ. يُقالُ رجلٌ بَرمٌ وهو الَّذِي لا يُخرِجُ مَعَ أصحابه في المَيْسر شيئًا. ودُحَّضُ الأقدَامِ جَمْعُ داحِضٍ وهُم الذين لا ثباتَ لهم ولا عزيمةَ في الأُمور. ويُقالُ ذَلِكَ أيضًا للسَّاقِطِ المَرْتَبةٍ. من قولك دَحَض الرّجُلُ دَحْضًا إذَا زَلَّتْ قَدَمُه ودَحَضَتْ حُجّتُه إذَا بَطَلتْ. والدَّوِّيَّةُ الأَرْضُ المَلْساءُ التّي لا نَباتَ بها. والسَّرْبَخُ الأرض الواسعة. وأنشدني الحسن بنُ خلاد قَالَ أنشدنا ابنُ دُرَيْدٍ أنشدَنا أبو حاتم أنشدنا الأصمَعيُّ لشاعرٍ يَصفُ القَطَا:

غدَتْ في رَعِيلٍ ذي أدَاوَى مَنُوطَةٍ ... بلَبَّاتِها مَدْبُوغَةٍ لم تُمرَّخِ

إذَا سَرْبَخٌ غطَّتْ مَجالَ سَرابِه ... تَمطَّتْ فَحَطَّت بين أرجاءِ سَرْبَخ ٢

وقوله: ودَيمُومَة سَردَح فإنَّ الدَيْمُومَة المفَازَةُ المُتقاذِفةُ الأَرْجاء التّي يَدُومُ فيها السير فلا يكاد ينقطع. والصردح بالصَّاد المكانُ المُسْتَوي. فأمّا بالسِين فهو السرداح. قَالَ الأصمعي: وهي الأرض اللينة التي تنبت النصي وتجمع على السرادح. والصحصح المكان المستوي الواسع وهو الصحصحان أيضا.


١ من م, ت.
٢ في الجمهرة ٣/ ٣٠٢: السربخ الفضاء القفر من الأرض. قال عبيد بن الأبرص الأسدي:
فأبصرت ثعلبا بعيدا ... ودونه سربح جديب

<<  <  ج: ص:  >  >>