للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ كَانَ هذا الحديث عندي من الواضِح الَّذِي يُسْتَغْنَى بظاهره عَنْ تِفْسِيره. وقد بَقِيتُ زمانًا أحْسِبُه أراد بالعِنَبةِ الطَّافِية الحَبَّةَ من العِنَب تَطْفُو عَلَى مَتْن الماء وذلك لأَنَّ الحَدَقَةَ العَوْراء القائمةَ في المُقْلة النَّاتِئَة من أشبَهِ شيء بها حتّى أخبرني مُخبِرٌ عَنْ أَبِي عُمر صاحبِنا قَالَ سُئِل أبو العَبَّاس ثَعْلَبٌ عَنْ هذا القَوْل ١ فَقَالَ الطَّافيةُ: العِنَبةُ التي خرجَت عَنْ حدِّ نبْتَةِ أَخواتِها فَعَلَتْ ونَتَأَتْ وظهرَتْ. يُقال طَفَا الشّيءُ إذَا علا وظَهَر. ومنه الطَّافي من السَّمك. وأنشَد لبَعْضهم يَهجُو رجلًا ويَعِيبُه بالجَهْل والنَّزَق:

قُبِّحْتَ من سالفَةٍ ومن قفَا شَيْخٌ ... إذَا ما رَسَبَ القَوْمُ طفَا ٢

يُريدُ أنّ الحُلماء إذَا ترزّنُوا في مجالسهم طَفا هُوَ أي عَلا وظَهَر بجَهْله.

قَالَ وقال أبو العَبَّاس: رُوِي في حديث آخر من أَمرِ الدَّجّال: أَنَّهُ وُلِدَ مَقْبورًا ٣.

وذلك أنّ أُمَّهُ وضَعَتْه جِلْدةً مُصْمَتة فقالت القابِلَةُ هذه سِلعةٌ ٤ فقالت: بَل فيها وَلَد وهو مَقبورٌ فيها. وقد كَانَ يَنْقُزُ في بطني فشَقُّوا عَنْهُ فلما رأَى الدّنيا ومَسَّه الهَواء استَهلّ صارِخًا. قَالَ الأصمعيُّ الخِشْعَةُ: الوَلَدُ الَّذِي يُبْقَرُ عَنْهُ بطن أمه إذا ماتت وهو حي.


١ من ط.
٢ اقتصر اللسان والتاج "طفا" على البيت الثاني برواية: "عبد" بدل "شيخ".
٣ س: "مقبول أفاك" وفي ت: "مقبولا" والمثبت من م.
٤ اللسان "سلع": السلعة قال الأزهري: هي الجدرة تخرج بالرأس وسائر الجسد تمور بين الجلد واللحم إذا حركتها وقد تكون لسائر البدن في العنق وغيره وقد تكون من حمصة إلى بطيخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>