للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلنا منهم كلّ ... فتى أبيض حسّانا

منصوب على الوصف لكل، ثم ذكر البغدادى أن ابن الشجرى تبع سيبويه فى ذلك (١).

ومن ذلك ما ظهر لى من كلام ابن الشجرى فى تأويل قول الراجز:

*أطربا وأنت قنّسرىّ*

قال (٢): «خاطب نفسه مستفهما، وهو مثبت، أى قد طربت، ولا يجوز: هل طربا» فقد رأيت مشابه بين هذا الكلام وقول سيبويه (٣): «ومما يدلك على أن ألف الاستفهام ليست بمنزلة هل، أنك تقول للرجل: أطربا؟ وأنت تعلم أنه قد طرب، لتوبخه وتقرره ولا تقول هذا بعد هل».

وقد لا يكون ابن الشجرى أخذ هذا الكلام من سيبويه، فإن ذلك مما يعدّ قدرا مشتركا بين الكتب، ولكنه كلام من نظر فى كتاب سيبويه، بلا ريب.

وهذه مثل أجتزئ بها مما أورده ابن الشجرى، شرحا لكلام سيبويه واحتجاجا لأقواله، وردّا على من خالفه:

١ - نقل ابن الشجرى (٤) عن سيبويه: «وتقول: ما مررت بأحد يقول ذاك إلا عبد الله، وما رأيت أحدا يفعل ذاك إلا زيدا. هذا وجه الكلام، وإن حملته على الإضمار الذى فى الفعل فقلت: إلا زيد، فرفعت، فعربى، قال الشاعر:

فى ليلة لا نرى بها أحدا ... يحكى علينا إلا كواكبها

وكذلك: ما أظن أحدا يقول ذاك إلا زيدا، وإن رفعت فجائز حسن، وإنما اختير النصب هاهنا، لأنهم أرادوا أن يجعلوا المستثنى بمنزلة المبدل منه، ولا يكون


(١) الخزانة ٢/ ٤٠٧، والأمر على ما قال البغدادى، فى كتاب سيبويه ٢/ ١١١.
(٢) المجلس الرابع والثلاثون.
(٣) الكتاب ٣/ ١٧٦.
(٤) المجلس الحادى عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>