للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله: «ألقى مراسيه» أى ألقى أثقاله، وثبت كلّ الثّبات، والرّسوّ: الثّبات بثقل، ومنه قيل للجبال: الرّواسى. والمراسى: جمع المرسى، وأصل المرسى للسفينة، وهو الذى يكون من حديد، ويسمّى الأنجر، يشدّ بطرف حبل ويلقى فى البحر ليمنع السفينة من السّير، فترسو به.

فقلت لعمرى ما لهذا طرقتنا ... فكل ودع الحجّاج ما أنت آكل

/سؤاله عن الحجّاج هو الذى عناه بقوله:

يسائل عن غير الذى هو آمل

وقوله: «طرقتنا» أراد أتيتنا ليلا.

أتانا ولم يعدله سحبان وائل ... بيانا وعلما بالذي هو قائل

فما زال عنه اللّقم حتى كأنّه ... من العيّ لمّا أن تكلّم باقل

أراد أنه امتلأ من الطعام حتى كسبته الكظّة العيّ، وهذا كقولهم: «البطنة تذهب الفطنة (١)» ولمّا بدأه الضيف بالحديث، وسأله عن الحجّاج طلبا للاستئناس قطع عليه كلامه بقوله: ما لهذا طرقتنا، فكل ودع الحجّاج، وهذا منه نهاية فى البخل؛ لأن محادثة الضيف من دلائل الكرم، وقد مدحوا بذلك وتمدّحوا به، فمن المدح قول الشّماخ (٢):

إنّك يا ابن جعفر نعم الفتى ... ونعم مأوى طارق إذا أتى


(١) مجمع الأمثال ١/ ١٠٦، وقال الحافظ شمس الدين السخاوى: «هو بمعناه عن عمرو بن العاص وغيره من الصحابة فمن بعدهم» المقاصد الحسنة ص ١٤٥،١٤٦، وأيضا ص ١٢٤،١٢٥، وانظر قولا آخر لعمرو، فى ذم البطنة، فى شرح المقامات ٢/ ١٨٦.
(٢) ديوانه ص ٤٦٤ - ٤٦٧، وتخريجه فيه. وابن جعفر: هو عبد الله بن جعفر الطيار بن أبى طالب.