للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فالفتحة فى قولك: لا صاحب حقّ، وفى قوله: «لا ثوب مجد» نصب صريح، فأما قوله، أعنى أبا الطيّب (١).

قفا قليلا بها علىّ فلا ... أقلّ من نظرة أزوّدها

فيجوز فى «أقلّ» الرفع والنصب، فالرفع على تشبيه «لا» بليس، والنصب على تشبيه «لا» بإنّ، والفتحة فى «أقلّ» إعراب، لطوله بمن.

فإن قيل: ما الذى أوجب بناء الاسم المنكور، فى نحو: لا رجل فى الدار؟

قيل: الذى أوجب بناءه تضمّنه معنى الحرف الذى هو «من» وذلك أنّ «من» فى قولك: هل من رجل فى الدار؟ موضوعة لاستغراق الجنس، وكذلك إذا قلت: ما جاءنى من رجل، استغرق النّفى الجنس، فإذا قلت: ما جاءنى رجل، جاز أن تكون نفيت رجلا (٢)، فأردت: ما جاءنى رجل بل رجلان، ولا يجوز أن تقول:

ما جاءنى من رجل بل رجلان.

وإذا عرفت هذا، فإنّ الاستفهام فى قولك: هل من رجل فى الدار؟ مستغرق للجنس كلّه، فجوابه المستحقّ: لا من رجل فى الدار؛ لأن الجواب حقّه أن يكون/وفق السّؤال، فحذفوا «من» وضمّنوا الاسم معناها فبنوه؛ لأن الاسم إذا تضمّن معنى الحرف استحقّ البناء، ولو أنه قال مستفهما: هل رجل فى الدار؟ قلت نافيا: لا رجل فى الدار، فأعربت المنفىّ (٣)؛ لأنه لم يتضمّن معنى الحرف.

واختلف فى قوله جلّ وعز: {لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّارَ} (٤) فقال الفراء: معناه لا بدّ ولا محالة أنّ لهم النار (٥).


(١) ديوانه ١/ ٢٩٦، والمغنى ص ٢٣٨،٣٩٩، وشرح أبياته ٤/ ٣٧٥.
(٢) فى د: نفيت واحدا. . . .
(٣) ورفعته، على أنّ «لا» بمعنى ليس.
(٤) سورة النحل ٦٢.
(٥) معانى القرآن ٢/ ٨، فى أثناء تفسير الآية (٢٢) من سورة هود. وانظر الكتاب-