للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقديره عنده: عليك السلام ورحمة الله. وقد أفاد البغدادى (١) أن هذا من تقدير الأخفش. ومنه أيضا أن ابن الشجرى (٢) ذكر من شواهد حذف الجملة.

قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، ثم قال: أى وقيل لى: {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

وهذا تأويل الأخفش، كما ذكر ابن الجوزى (٣)، والذى ذكره ابن الشجرى أخذه من الشريف المرتضى (٤).

هذا وقد نسب ابن الشجرىّ إلى الأخفش رأيين متعارضين فى وقوع جملة الماضى حالا. ونبهت عليه فى حواشى التحقيق (٥).

الأصمعى-عبد الملك بن قريب

(٢١٦ هـ‍)

نقل عنه ابن الشجرى تفسيره لقول لبيد (٦):

حتى تهجّر فى الرواح وهاجها ... طلب المعقّب حقّه المظلوم

وقوّى رأيه فى أن «إن» للشرط فى قول الشاعر (٧):

سقته الرّواعد من صيّف ... وإن من خريف فلن يعدما

وأن المعنى: وإن سقته من خريف فلن يعدم الرىّ. ثم حكى عن سيبويه قوله: أراد: وإمّا من خريف، وحذف «ما» لضرورة الشعر، وإنما يصف وعلا.

قال ابن الشجرى: وقول الأصمعى قوىّ من وجهين، أحدهما أن «إما» لا تستعمل إلا مكررة، أو يكون معها ما يقوم مقام التكرير، كقولك: إما أن نتحدث بالصدق وإلا فاسكت، وإما أن تزورنى أو أزورك، وهذا معدوم فى البيت.


(١) الخزانة ١/ ٣٩٩،٢/ ١٩٢.
(٢) المجلس الثالث والأربعون.
(٣) زاد المسير ٣/ ١١ وهو فى معانى القرآن للأخفش ص ٢٧٠.
(٤) أماليه ٢/ ٧١.
(٥) المجلس الرابع والأربعون، والحادى والسبعون.
(٦) المجلس التاسع والأربعون.
(٧) المجلس التاسع والسبعون.

<<  <  ج: ص:  >  >>