للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكرّار خلف المجحرين جواده

ويروى:

طباخ ساعات الكرى زاد الكسل

و: خلف المجحرين جواده

فمن جرّ الساعات وخلف المجحرين، فقد أخرجهما من باب الظرفيّة بالإضافة إليهما، ونصب الزاد والجواد بطبّاخ وكرّار، على أنهما مفعولان، ومن جرّ الزاد والجواد نصب ساعات الكرى وخلف المجحرين، على أنهما ظرفان فاصلان بين المضاف والمضاف إليه، ومثل هذا فى الشعر جائز؛ قال:

يا سارق الليلة أهل الدار (١)

يريد: يا سارق أهل الدار الليلة، وقال آخر (٢):

كما خطّ الكتاب بكفّ يوما ... يهوديّ يقارب أو يزيل

المجحر: الذى ألجأه الزمان إلى مكان.

وأما مالا ينصرف ولا يتصرّف (٣): فسحر إذا أردت به سحر يوم بعينه، وإنما لم ينصرف لأنه معرفة معدول عن الألف واللام، وحقيقة عدله أنهم عدلوا عن أن


(١) فرغت منه فى كتاب الشعر ص ١٧٩.
(٢) أبو حيّة النّميرى. الكتاب ١/ ١٧٩، والمقتضب ٤/ ٣٧٧، والأصول ٢/ ٢٢٧،٣/ ٤٦٧، والبغداديات ص ٥٦٢، والخصائص ٢/ ٤٠٥، وعيار الشعر ص ٧١، وما يجوز للشاعر فى الضرورة ص ٣٥، والتبصرة ص ٢٨٧، والإنصاف ص ٤٣٢، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٢٣١، وشرح المفصل ١/ ١٠٣، وتفسير القرطبى ٧/ ٩٣، وارتشاف الضرب ٢/ ٥٣٤، وغير ذلك كثير، تراه فى حواشى ضرورة الشعر ص ١٧٩. ومعنى «يقارب» أى يدنى بعض خطّه من بعض. و «يزيل» أى يميّز بين الحروف ويباعد بينها. يصف رسم الدار التى وقف عليها، ويشبهه بالكتابة.
(٣) راجع المقتضب ٣/ ١٠٣،٣٧٨، ويسمّى أيضا: غير متمكّن.